> نجامينا «الأيام» فرنشسكو فونتيماجي :

استولى المتمردون التشاديون أمس السبت على العاصمة نجامينا بعد مواجهات مع القوات النظامية لم تدم اكثر من ثلاث ساعات، في حين لا يزال الرئيس ادريس ديبي في القصر الرئاسي.

وقال مصدر عسكري في نجامينا ان "قوات الرئيس حاولت صد المتمردين نحو شرق المدينة واستعادة بعض المواقع في وسط نجامينا".

ولكن تعذر معرفة ما اذا كان هذا الهجوم المضاد تكلل بالنجاح، وما هي المناطق التي تسيطر عليها كل جهة في وسط العاصمة.

وساد هدوء نسبي بعد ظهر أمس السبت في نجامينا حيث سجل اطلاق عيارات نارية متقطعة،لكن الوضع ظل ملتبسا في محيط القصر الرئاسي.

وقالت مصادر عسكرية ان المتمردين سيطروا على الاحياء المحاذية للعاصمة التشادية وقسم كبير من وسط المدينة.

واعلن احد قادة التمرد اباكار توليمي ان المتمردين ينوون اقتحام القصر الرئاسي، فيما افاد مصدر عسكري فرنسي في باريس ان الجيش التشادي "وسع الطوق الامني" حول القصر الرئاسي، لكن الوضع لا يزال متقلبا، و"المعارك مستمرة".

وافاد شهود ان السكان في بعض الاحياء رحبوا بصيحات فرح بالمتمردين لدى وصولهم في شاحنات صغيرة وهم يرتدون بزات خضراء مرقطة ويضعون اشرطة بيضاء على اذرعهم.

وحصلت اعمال نهب وتخريب فور وصولهم، وفق ما افاد مسؤولون في اجهزة امنية تابعة لهيئات دولية.

ولم تصدر تصريحات عن الحكومة سوى على لسان وزير الاتصال احمد علامي الذي حاول من اديس ابابا على هامش قمة الاتحاد الافريقي، التقليل من اهمية زحف المتمردين.

وقال "تحدثت مع الرئاسة وتلقيت تاكيدات بان الوضع ما زال تحت السيطرة. هناك اشتباكات في المدينة لكنها ليست معارك كبيرة".

وقال مصدر دبلوماسي تشادي ان "المتمردين يفرون، وهناك الكثير من التشويه الاعلامي".

وافاد مصدر عسكري فرنسي ان الفي متمرد تقريبا اقتحموا العاصمة وكانوا في سيارات رباعية الدفع مجهزين برشاشات وقاذفات صواريخ وبنادق كلاشينكوف.

وعبر رتل من المتمردين يعد حوالى 300 شاحنة صغيرة تتسع كل منها لما بين 10 الى 15 عنصرا منذ الاثنين البلاد على مسافة 800 كلم انطلاقا من السودان حيث قواعد المتمردين الخلفية,ولم يلق زحفهم اي مقاومة حتى أمس الأول في بلدة ماساغيت التي تبعد خمسين كلم شمال شرق العاصمة حيث حاول الجيش وعلى راسه الرئيس ديبي عبثا التصدي لهم.

وافاد مصدر عسكري تشادي ان رئيس اركان الجيش التشادي داود سمين قتل أمس الأول في مساغيت، في اولى المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية.

واعلنت وزارة الخارجية السعودية ان سعوديتين هما زوجة وابنة موظف في السفارة السعودية في تشاد، قتلتا أمس السبت في قصف طال منزل السفير السعودي في نجامينا.

واعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس السبت في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الفرنسي عن امله في ارساء "هدنة" واجراء "مفاوضات" و"تسوية" بين السلطة والمتمردين.

وردا على سؤال عن الوضع في العاصمة التشادية، قال "حتى الان، الوضع متحرك، هذا اقل ما يمكننا قوله، وسنرى التطورات".

ودانت وزارة الخارجية الفرنسية أمس السبت "بشدة محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة"، ودعت رعاياها المقيمين في نجامينا والذين يقدر عددهم بنحو 1500، 85% منهم مقيمون في نجامينا، الى "ملازمة منازلهم وعدم الخروج".

وبدأ الجيش الفرنسي بعد ظهر أمس السبت التحضير لاجلاء الفرنسيين والاجانب. واعلن وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران ان عملية الاجلاء الاولى ستجري قرابة

والساعة 20:00 (19:00 ت غ) بواسطة طائرة نقل عسكرية من طراز "ترانسال" الى ليبرفيل، ثم الى باريس على متن طائرة "بوينغ 777" استاجرتها فرنسا.

واعلنت هيئة اركان الجيش الفرنسي ان 150 جنديا فرنسيا وصلوا صباح أمس السبت قادمين من ليبرفيل ليرتفع عدد الجنود الفرنسيين الموجودين في تشاد اصلا وعددهم 1100 عنصر في اطار عملية "ايبرفييه" منذ 1986، الى 1450 جنديا.

ولم تتدخل فرنسا في النزاع الدائر في تشاد. وترتبط باريس باتفاقات دفاعية مع نجامينا تنص على تقديم دعم لوجستي وصحي واستخباراتي، من دون دعم عسكري مباشر للحكم.

ودعت وزارة الخارجية الاميركية المواطنين الاميركيين الى عدم التوجه الى تشاد، كما دعت الموجودين منهم حاليا فيه الى مغادرته.

وكانت السفارة الاميركية في نجامينا اصدرت تعليمات على موقعها على الانترنت لاجلاء الاميركيين من تشاد، دعت فيها كل اميركي الى الاتصال بالسفارة للتنسيق معها حول سبل اخراجه.

واعلن متحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف انه "سيتم اجلاء 51 شخصا يعملون في الامم المتحدة الى الكاميرون، بينهم تسعة افراد من مفوضية اللاجئين"، موضحا ان ثمانية من موظفي المفوضية لا يزالون في العاصمة التشادية.

وسقطت نجامينا في حين كانت القوة الاوروبية (يوفور) تستعد للانتشار في شرق تشاد وافريقيا الوسطى لحماية 4500 لاجئ من دارفور (غرب السودان) والنازحين من سكان تشاد وافريقيا الوسطى.

ويرى الكثير من الخبراء والسلطات التشادية ان السودان الذي يدعم المتمردين التشاديين دفعهم الى عرقلة ذلك الانتشار.

ودان الاتحاد الافريقي أمس السبت الهجوم، مذكرا برفضه اي تغيير غير دستوري للانظمة في افريقيا,وفوض الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو والزعيم الليبي معمر القذافي ايجاد حل للازمة "يقوم على التفاوض".

وذكرت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان "القذافي اجرى اتصالا هاتفيا مساء اليوم (أمس) بالرئيس ديبي استوضح فيه تطورات الوضع في تشاد".

واضافت ان "ديبي طمأن الزعيم الليبي الى مجرى الاحداث وان قوات الحكومة التشادية تسيطر على الوضع".

كما اعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "اتصل مجددا" للمرة الثانية أمس السبت ، بالرئيس التشادي "وبحث معه آخر تطورات الوضع في تشاد خصوصا في نجامينا". (أ.ف.ب)