قضية الاحتراف الرياضي في اليمن

> «الايام الرياضي» عصام عبده عمر:

> إن الاحتراف في المجال الرياضي بشكل عام له أسس وقواعد وضوابط محددة إلى جانب المتطلبات الضرورية لعملية الاحتراف الرياضي، ففي كل دول العالم دون تفريق بين دولة غنية أو متوسطة أو نامية وفقيرة فالاحتراف الرياضي أصبح واقعا ملموسا في حياتنا الرياضية، وكانت البداية في لعبة كرة القدم وتوسع فيما بعد ليشمل كل الألعاب الرياضية .

إن لقضية الاحتراف .. أسس وقواعد محددة تتبعها كل الأندية والفرق الرياضية إلى جانب ضرورة إعداد الدراسات لمدى الاستفادة والجدوى الفنية والمهارية والبدنية لهذا الاحتراف، وهل سيغير مسيرة النادي والفريق وانتشاله من أوضاعه المتردية ونتائجه السيئة؟ وهل سيكون هناك تطور وتقدم ملموس على الواقع لهذا النادي أو ذاك؟ وهل هذا اللاعب المحترف يفوق في قدراته وإبداعاته بقية اللاعبين المحليين المتواجدين في أنديتنا؟ كل هذه الأسس والضوابط والمتطلبات لعملية الاحتراف الصحيحة تتم بعناية ودراسة في كل دول العالم إلا في بلدنا (اليمن)، ولهذا لانعرف كيف تتم عملية الاحتراف عندنا وبالذات في لعبة كرة القدم ومن هم الذين يحق لهم طلب الاحتراف داخل أنديتنا اليمنية وهل لدينا أسس ودراسات مقنعة تجبرنا على طلب الاحتراف ؟ .. و..و.. أسئلة كثيرة واستفسارات تشغلنا جميعا لمعرفة قضية الاحتراف داخل أنديتنا وكيف تتم .

لهذا سأحاول قدر المستطاع ووفق مقدرتي وخبرتي المتواضعة ومن خلال مانراه ونلمسه على أرض الواقع ،وكيفية فك طلاسم هذه القضية .. وأتمنى أن يشاركني الكثير من الخبراء والصحفيين الرياضيين ومن قيادات الأندية الأهلية والاتحاد العام لكرة القدم والمدربين وكل من لديه الدراية والمعرفة الكاملة بهذه القضية بكل صدق وشفافية .. إذ أن هناك نوعين من الاحتراف الكروي (احتراف داخلي واحتراف خارجي)، ونبدأ بالاحتراف من الداخل الذي يتم للاعبين اليمنيين داخل الوطن أي انتقال لاعب يمني من ناد معين إلى نادٍ آخر عبر اتفاقيات (الناديين واللاعب).

بحيث ينتقل اللاعب باستغناء كامل أو مؤقت مرتبط بتحديد تاريخ وفترة زمنية يعود بعدها اللاعب إلى ناديه السابق .. أما هذا الاحتراف من الخارج فيتم بعد خوض تجربة الاحتراف الداخلي وأن هذا النادي أو ذاك شعر أنه أصبح في حالة اضطرارية قصوى من أجل انتشال وضعية وتردي وضعية فريقه الكروي، ومن أجل خلق تطور (فني ومهاري وبدني) للفريق واللاعبين وتغطية الشواغر الموجودة في خطوط هذا الفريق أوذاك .. وكذلك من أجل المنافسة لإحراز بطولة الدوري العام والكأس .. فيتم جلب محترفين من خارج الوطن .. أو من المتواجدين داخل الوطن اليمني .

وأود هنا أن أقول إننا طوال الخمسة عشر سنة الماضية وإلى اليوم .. لم نستفد كثيرا من عملية الاحتراف هذه .. لا الداخلي ولا الخارجي إلا فيما ندر وبنسبة 10% من وجهة نظري نجاح و90% فشل، وقد تعددت الأسباب والاحتراف واحد .. ونوجز الأسباب فيما يلي :

أولا- إن الاحتراف من الداخل قتل حب الولاء والانتماء لدى كثير من اللاعبين لأنديتهم الذين تربوا وترعرعوا داخل هذا النادي أو ذاك ونسوا فضل النادي عليهم في شهرتهم وبروزهم عندما كبروا وبدلا من رد الجميل للنادي يطالبون بالانتقال إلى نادٍ آخر بهدف كسب مال أكثر من ناديه، ومن هنا أصبح كثير من اللاعبين يلهثون وراء المادة ونراهم ينتقلون من نادٍ إلى آخر، وبهذا يفقدون كثيرا من مواهبهم الإبداعية هذا أولا ..وثانيا- أصبح أغلبهم بعيدين عن أخلاقيات الرياضة وأكثر من 90% منهم أصبحوا لايقدمون ولا يؤخرون وفاشلين (فنيا وبدنيا) وبالنظر إلى حالهم لن تكون لهم ذكرى جميلة لدى جماهيرهم .. ولا التاريخ سيذكرهم يوما ما .. وإن كان هناك استثناء بسيط في تقديم الأداء الجيد وهم بعدد أصابع اليد الواحدة فقط .. وهذه حقيقة لايستطيع أحد أن ينكرها، ويمكن أن تشاهدوهم داخل أنديتنا .. وتتساءلوا هل هؤلاء نجوم الأمس ..واحكموا !.

والاحتراف من الخارج مع الأسف أتضح أنه لاتوجد أي فائدة منه إلا فيما ندر، ونحن اليمنيين نحب فقط التفاخر بالخواجات المستوردين، ونقدم لهم كل المغريات (كل ما لذ وطاب من قيمة التعاقد - والراتب الخيالي والسكن والمواصلات وتذاكر السفر والعلاج و.. و..) لكن هل يستحقون كل ذلك؟ وبعدين يجب أن نعرف كيف تمت عملية جلبهم إلى اليمن وعلى أي أسس وضوابط تمت هذه العملية .. وهل هؤلاء الأجانب العباقرة طوروا الكرة اليمنية أو طوروا الأندية التي يلعبون لها؟

وهل قدموا مهارات وإبداعات غير عادية نظير ما يلهفون من أموال بالعملة الصعبة؟ أقسم بالله أن أغلبهم هم لاعبون عاديون بل إن بعض لاعبينا أفضل منهم .. إذاً يجب أن نسأل كيف جاء هؤلاء إلى اليمن؟ ومن جلبهم؟ وهل الأجهزة الفنية هي التي أحضرتهم؟ .. أو إدارات الأندية أوالسماسرة هم من جلبوهم، وهل في ضوء (أسس ودراسة وجدوى) جاءوا .. أشك في ذلك .. وهنا أعطي مثلا في نادي وحدة عدن الحبيب الغالي.. شاهدت 2 محترفين من الخارج هما ظهير أيسر أفريقي ومهاجم عراقي) من خلاف المحترفين من الداخل والسؤال : ماذا يعملون في القريق ..إنهم لاعبون أقل مستوى بكثير من بقية لاعبي نادي الوحدة .. أي والله وأتحدى أي إنسان أن يناقشنا (فنيا ومهاريا وبدنيا) حولهما علما أن مايتحصل عليه قلة من هؤلاء المحترفين في أنديتنا سنبني به فريقا متكاملا بالإمكانيات ..لهذا نرى الدوري اليمني لكرة القدم بلا طعم ولارائحة مع الأسف برغم كثرة اللاعبين المحترفين فيه (من الداخل ومن الخارج) سبحان الله .. ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى