> جاكرتا «الأيام» ادي ماردياتي :
وأدت الفيضانات إلى تأجيل الرحلات الجوية في مناطق أخرى في جنوب شرق آسيا وأعادت للأذهان المشكلات الهيكلية واسعة الانتشار في البلاد خاصة بالنسبة للمستثمرين والمصرفيين وهم أكثر الفئات الذين تحتاج اندونيسيا لاجتذابهم.
وتحتاج اندونيسيا الى مليارات الدولارات من الاستثمارات لبناء أو تحديث مطاراتها وطرقها والسكك الحديدية ومحطات الكهرباء.
وتراجع نموها الاقتصادي عن الصين والهند ومن أسباب ذلك تداعي البنية الأساسية ورغبة الحكومة في خصخصة مجموعة كبيرة من الشركات الحكومية من مصانع الصلب إلى مزارع النخيل لجمع ما يلزمها من المال.
ولكن بعد الفوضى التي عمت البلاد يوم الجمعة عندما أصيبت العاصمة بالشلل ومحاصرة الآلاف وسط الاختناقات المرورية لمدة أكثر من 12 ساعة بسبب الفيضانات تعهد بعض المستثمرين الذين تحتاج لهم اندونيسيا لتمويل مشاريع جديدة للبنية الأساسية بعدم الاستثمار في اندونيسيا.
وكتب الخبير الاقتصادي جيم ووكر المقيم في هونج كونج في ملحوظة لعملائه بعد أن حوصر وسط الاختناقات المرورية لمدة تسع ساعات لدى محاولته الوصول إلى مطار جاكرتا في رحلة لا تستغرق عادة أكثر من ساعة "ملحوظة إلى نفسي.. لا تزر جاكرتا في موسم الأمطار مرة أخرى."
وقال مصرفي مقيم في جاكرتا أوقف سيارة تابعة للجيش للقيام برحلة لمدة أربع ساعات وسط الطرق الغارقة وهو في طريق عودته من المطار إنه أبلغ المكتب الرئيسي بعدم إرسال المزيد من الاستثمارات أو العاملين إلى جاكرتا قبل انحسار الفيضانات.
وفي كل موسم أمطار تعاني اندونيسيا من فيضانات هائلة وانهيارات أرضية. ولقي ثلاثة حتفهم ونزح نحو 100 ألف في جاكرتا منذ يوم الجمعة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات.
كما سببت الفوضى في جاكرتا مشكلات في الرحلات الجوية في مناطق أخرى من جنوب شرق آسيا.
وبحلول صباح أمس كان هناك أكثر من 14 سيارة من كل الأحجام محاصرة وسط مياه عمقها نحو 70 سنتيمترا في الطريق المؤدي إلى مطار سوكارنو هاتا في جاكرتا وتمت الاستعانة بثلاث رافعات لانتشال السيارات من المياه.
وتخلى بعض الركاب عن سياراتهم على جانب الطريق واستخدمت قوارب مطاطية لنقل الناس الذين ظلوا محاصرين وسط المياه أو فوق أسطح سياراتهم.
وقال رستم باكايا وهو مسؤول في وزارة الصحة إن ثلاثة قتلوا في غرب جاكرتا كما نزح نحو 100 ألف شخص.
وقال باكايا لرويترز في مكالمة هاتفية اليوم "ترددت أنباء عن مرض شخص أو اثنين بسبب الإسهال والحكة الجلدية بعد الفيضانات." رويترز