تحذيرات من مغبة اضعاف الجيش المؤسسة الاخيرة المتماسكة في لبنان

> بيروت «الأيام» هالة بونكومباني :

>
حذر سياسيون ومحللون من انعكاسات الاحداث الامنية الاخيرة في لبنان ومن مغبة اضعاف الجيش، المؤسسة الاخيرة التي لا تزال متماسكة، معتبرين ان استهداف المؤسسة العسكرية يرمي كذلك الى ضرب حظوظ قائد الجيش ميشال سليمان في الرئاسة.

وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس الثلاثاء ان التصريحات التي تشكك في شفافية التحقيقات الجارية في احداث الضاحية الجنوبية لبيروت التي وقعت في 27 كانون الثاني/يناير، توحي ان "هناك من يسعى الى تخريب الجيش وتشتيت صفوفه ومحاولة اثارة الشكوك وضرب معنوياته".

واضاف في خطاب القاه في مقر رئاسة الحكومة "هذا غير مقبول وعمل مدان".

وقتل في 27 كانون الثاني/يناير سبعة اشخاص في مواجهات في الضاحية الجنوبية لبيروت بين متظاهرين يحتجون على انقطاع التيار الكهربائي والجيش. ويجري تحقيق في ظروف اطلاق النار الذي حصل وما اذا كانت جهات هناك غير الجيش شاركت في اطلاق النار.

واشارت مصادر امنية الاسبوع الماضي الى ان التحقيق العملاني الذي قام به الجيش اسفر عن توقيف 11 عسكريا وستة مدنيين على ذمة التحقيق.

من جهتها تحدثت قوى 14 آذار التي تمثلها الاكثرية النيابية في بيان الثلاثاء عن "هجوم مشبوه" على الجيش وصفته بانه "خطة مبرمجة لتهديم مؤسسات الدولة اللبنانية وقيام دولة لا تشبه اللبنانيين".

واضاف البيان "هذه الخطة تستهدف اولا ترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية، ثم تبين انها باتت تستهدف أيضا الدور الوطني للمؤسسة العسكرية".

وكانت قيادة الجيش طلبت "عدم زج المؤسسة العسكرية في أتون الصراعات السياسية حفاظا على وحدة الجيش".

وتساءلت في بيان صادر عنها ان كانت "الحملة غير المسؤولة" على الجيش ليست "محاولة مكشوفة لالحاق الاذى بالجيش والتشكيك في ولاء عسكرييه لقيادتهم الواحدة".

وكان بعض نواب حزب الله المحوا الى وجود "اختراقات" في الجيش اللبناني.

واشار النائب محمد رعد الى وجود "كثير من الاسئلة عن وجود اختراقات داخل المؤسسة العسكرية سوف تطرح بعد انتهاء التحقيقات".

ونقلت وسائل الاعلام عن النائب حسين الحاج حسن قوله ان ما جرى في الضاحية الجنوبية "جريمة كبيرة لا تليق بالجيش ولا بصورة قائده"، مضيفا ان "هناك مشكلة مع بعض ضباط الجيش الذين لا يعملون لمصلحة المؤسسة العسكرية".

وتلت حوادث الضاحية الجنوبية معقل حزب الله الشيعي سلسلة اعتداءات على مراكز ومواقع للجيش على تخوم الضاحية باطلاق رصاص وقنابل، ما تسبب باصابة عنصرين بجروح السبت.

ويقول الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس حنا ان "اطرافا عديدة لا تريد سليمان رئيسا، وكل منها لسبب خاص به، الا انها تلتقي عند قاسم مشترك واحد: عدم اجراء الانتخابات الرئاسية".

ويضيف "لا يمكن النظر الى كل هذه الحوادث (الامنية) ضد الجيش بطريقة منفصلة عن الاطار السياسي وتطور دور الجيش في السياسة"، مشيرا الى ان "مثل هذه الحوادث نادرا ما تكون من عمل افراد ومنفصلة عن اطار سياسي معين".

وحذر المتحدث السابق باسم القوات الدولية في جنوب لبنان تيمور غوكسيل من ان اي محاولة "لتفكيك الجيش" ستقضي على لبنان.

وقال لوكالة فرانس برس "حتى اكثر المجموعات المتطرفة في لبنان تدرك ان الجيش هو خط الدفاع الاخير (...) الجيش هو الذي يبقي على وحدة هذا البلد".

ورغم الازمة السياسية الحادة التي يشهدها لبنان منذ ثلاث سنوات، فقد ظل الجيش بعيدا عن التجاذبات السياسية. وفيما لم يلتئم مجلس النواب منذ اكثر من سنة، والحكومة تعمل في ظل غياب ستة وزراء مستقيلين ووزير تعرض للاغتيال في 2006، ورئاسة الجمهورية شاغرة، فان الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قائمة ومتماسكة.

وبين ايار/مايو وايلول/سبتمبر، خاض الجيش معركة عنيفة ضد حركة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين اسفرت عن مقتل اكثر من 400 قتيل بينهم 168 عسكريا لبنانيا.

وفي كانون الاول/ديسمبر، قتل قائد العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرانسوا الحاج في انفجار سيارة مفخخة قرب بيروت.

وتقول امل سعد غريب من مركز كارنيجي للشرق الاوسط ان "ابواب الجحيم فتحت على الجيش منذ معارك مخيم نهر البارد" الصيف الماضي.

وتضيف "انها حملة منسقة تهدف الى اضعاف الجيش (..) واثارة نزاع اهلي"، مشيرة ايضا الى ان "كل ذلك يستهدف بوضوح قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان".

ورشحت الاكثرية الوزارية والنيابية في لبنان سليمان لرئاسة الجمهورية التي شغرت منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر من دون انتخاب خلف للرئيس السابق اميل لحود، على اساس انه يحظى بقبول من جميع الاطراف، واعتبرته المعارضة مرشحا توافقيا مقبولا.

انما حالت الخلافات السياسية الحادة بين المعارضة والاكثرية دون انتخابه.

ويفترض ان يعقد المجلس النيابي جلسة هي الرابعة عشرة التي يتم تحديدها لانتخاب رئيس منذ ايلول/سبتمبر، وسط آمال ضئيلة باحتمال انعقادها هذه المرة ايضا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى