وللفن أسراره ..متى يفقد الفنان احترام جمهوره؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> عندما نقرأ في المجلات أو الصحف عن أحد نجوم السينما أو المسرح أو التلفزيون أنه يدمن حتى يسقط على الأرض، أو أنه لا ينام إلا بعد منتصف الليل أو مع طلوع الفجر- طبعا هذا شأنه هو- وهذه حياته وهو حر فيها: أن ينفقها في عشر سنوات أو في عشرين سنة. أو عندما نقرأ عن لاعب كرة معروف أنه لا يستطيع أن يجري في الملعب عشر دقائق دون أن تنطلق الصفافير والزمامير من صدره، فمعنى ذلك أنه لا يهتم بصحته ولا هو حريص في الأكل والشرب والسهر والتدريب.. ومن المؤكد أن حياته كرة في يده أو في رجله إن شاء ألقى بها في الشبكة أو ألقى بها تحت أقدام الجمهور، ولكن الذي يجب أن يهمنا هو كيف يحرص الإنسان على صحته وحياته؟ أو على الأصح كيف يحرص الإنسان أن يكون في المركز الذي يشغله والذي وصل إليه واستقر عليه بالتعب والاستمرار؟ والفنان الذي أصبح مشهوراً قد تعب في أن يفوز بحب الناس فكيف يبقى هكذا لفترة طويلة؟!

إن جميع الفنانين في أمريكا وأوروبا حريصون جداً على حياتهم أو على لياقتهم الفنية، واللياقة الفنية صحة وتدريب. ومادام الفنان قادراً على أن يفي بالالتزامات الفنية، وأن يظل مرغوباً من الجمهور يستطيع أن يكسب أكثر من المال ومن حب الناس وأن يعيش بصحة جيدة.

وما يقال عن الفنان يقال أيضاً عن لاعب كرة القدم أو أي فرع من فروع الرياضة، ويقال أيضاً عن المهندس والطبيب والمدرس والأديب والشاعر. علما أن الناس يشعرون أحياناً بالإشفاق على فنان كان ممتازاً ثم أصبح إنساناً تافهاً أو ثانوياً لأسباب معروفة مثل الإسراف في الإرهاق المهلك لصحته وحيويته والتدخين المفرط وسهر الليالي بدون أسباب فالليل أقوى من كل فنان.

وهي قاعدة مدمرة ولذلك فعندما يتلاشى نجوم الفن والملاعب فإن الناس لا يشعرون بالأسى لهم أو الأسف عليهم لأنهم هم الذين اختاروا طريق الهلاك أو بالأصح الموت السريع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى