عامان على التفاهم بين حزب الله وعون والمتحمسون له يؤكدون اهميته في السلم الاهلي

> الشياح «الأيام» ريتا ضو :

>
بعد مرور اكثر من اسبوع على "الاحد الاسود" في ضاحية بيروت الجنوبية، يؤكد المدافعون عن التقارب بين حزب الله الشيعي وتيار النائب المسيحي ميشال عون ان هذا التفاهم حال "دون وقوع حرب اهلية" ثانية في لبنان.

وفي الشياح، احد احياء هذه الضاحية ذات الغالبية الشيعية، والمقابل لمنطقة عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية، اندلعت العام 1975 الحرب الاهلية، وظل "خط التماس" قائما نحو 15 عاما. وفي هذه المنطقة بالذات، حصلت مواجهات في 27 كانون الثاني/يناير بين متظاهرين وعناصر من الجيش تسببت بسقوط سبعة قتلى.

ويؤكد حسام نصرالله (32 عاما) ان وثيقة التفاهم التي تم التوصل اليها بين حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة عون قبل عامين ادت دورا كبيرا في الغاء خط التماس من النفوس.

ويقول لوكالة فرانس برس "قبل توقيع الاتفاق، كان +الشباب+ عندما يرون شابا يمر في سيارة تحمل صليبا، يتجمعون ويفتلعون مشادة (...) اليوم تغيرت الامور تماما. يوم الاحد الاسود، بعد مقتل احمد حمزة، قدم بعض الاشخاص الغاضبين من خارج الشياح وارادوا دخول عين الرمانة. الا ان الناس هنا منعوهم من ذلك رافضين زيادة التوتر".

وكان احمد حمزة الناشط في حركة امل الشيعية القتيل الاول الذي سقط مصابا بالرصاص خلال مواجهات 27 كانون الثاني/يناير. ويجري تحقيق في ظروف اطلاق النار والجهة التي بادرت اليه.

ويتابع نصرالله الذي يملك محلا لبيع الهدايا في الشياح، ان العلاقات بين الشيعة والمسيحيين "تحسنت الى حد بعيد بعد توقيع مذكرة التفاهم. قبل ذلك، كان المسيحيون يعتقدون ان في الضاحية +بعبع+ (فزاعة) ويخافون زيارتها. وكنا نخشى التنقل في عين الرمانة. اليوم زال عامل الخوف تماما".

ويروي ان شخصا يضع صليبا على سيارته قدم قبل فترة الى المنطقة وسأل عن مقر البلدية، فسارع عشرون شخصا لمساعدته، "فقط لانه كان يضع ايضا وشاحا برتقاليا على زجاج السيارة".

واللون البرتقالي هو شعار "التيار الوطني الحر".

وفي الذكرى الثانية لتوقيع وثيقة التفاهم في السادس من شباط/فبراير 2006، يطل نصرالله وعون مساء أمس الأربعاء عبر تلفزيون "او تي في"، في لقاء اعلامي يشكل سابقة كونه يجمع للمرة الاولى قطبين كبيرين في المعارضة في برنامج تلفزيوني واحد يستمر "حوالى ثلاث ساعات ونصف" ساعة، على ما افاد الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر.

وهو اللقاء الاول العلني بين الرجلين (اكرر الرجلين) منذ توقيع الوثيقة قبل عامين في كنيسة مار مخايل في الشياح، في بادرة (اكرر بادرة) رمزية للجمع بين المسيحيين والمسلمين.

وفي هذه الكنيسة، اقيم الاحد الماضي قداس بدعوة من التيار الوطني الحر على نية القتلى السبعة الذين سقطوا في مواجهات 27 كانون الثاني/يناير، وكلهم شيعة.

وشارك في القداس مسؤولون وانصار لحزب الله وحركة امل الشيعيين. واقام الحزب والحركة في اليوم نفسه حفل تأبين في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لراحة انفس الضحايا.

وتتناول "ورقة التفاهم المشتركة" كل المواضيع المثيرة للجدل في لبنان. وتعتبر ان "الديموقراطية التوافقية تبقى القاعدة الاساس للحكم في لبنان". وتدعو الى اصلاح المؤسسات الامنية والقضائية والرقابية ومعالجة الفساد.

وجاء في الورقة ان "سلاح حزب الله يجب ان يأتي من ضمن مقاربة شاملة تقع بين حدين: الحد الاول هو الاستناد الى المبررات التي تلقى الاجماع الوطني وتشكل مكامن القوة للبنان واللبنانيين في ابقاء السلاح، والحد الآخر هو تحديد الظروف الموضوعية التي تؤدي الى انتفاء مبررات حمله".

وحددت الورقة هذه الظروف ب"حماية لبنان من الاخطار الاسرائيلية".

وتتعرض ورقة التفاهم لانتقادات عديدة من انصار الاكثرية النيابية والوزارية، ابرزها انها ساهمت في اعطاء سلاح حزب الله "غطاء مسيحيا".

وتقول سهى شرتوني (45 عاما) وقد جاءت تزور صديقة لها في عين الرمانة ان "الذين ينتقدون ورقة التفاهم بين الحزب والتيار يكرهون حصول اي تقارب بين اللبنانيين. انهم لا يريدون الاعتراف بوجود مجموعة شيعية تتمتع بالمواطنية مثلنا ومن حقها المشاركة في حكم البلد".

وينقسم المسيحيون بين مؤيد لعون والمعارضة ومؤيد للاكثرية.

ونشر الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر سلسلة تعليقات مرحبة باللقاء التلفزيوني المشترك بين عون ونصرالله. وكتبت دانا عازار "معا لخلاص لبنان".

وجاء في تعليق موقع باسم "مواطن" ان "هناك قياديين شرفاء مثل السيد نصرالله والرئيس عون يمكن ان يقوموا بما هو عادل. لذلك، تهاجمهم الطبقة السياسية الفاسدة والسارقون ومصاصو دماء الشعب".

ويؤكد ناشط حزبي في الشياح رفض كشف اسمه ان وثيقة التفاهم "اخرجت الصراع في البلد من المنحى الطائفي الى المنحى السياسي"، مضيفا "لو لم تكن هذه الورقة موجودة، لكان يوم +الاحد الاسود+ بداية لحرب اهلية ثانية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى