وحدة عدن .. في مفترق طريق

> د.عبدالملك بانافع:

> تابعت مثل غيري من محبي نادي وحدة عدن مسيرة الفريق الكروي منذ صعوده إلى الدرجة الأولى وبدء الدوري العام، وما تعرض له من فراغ إداري حينها ،كان له الأثر في الإعداد حسبما يجب فنياًَ، إداريا،ً نفسياً وكانت نتائج المباريات انعكاساً لواقع الفريق، ولست أعود للأسباب، ولكن واقع الأمر يدعو للقلق، ومثل هذه المشكلات واستمرارها تجعلنا في مفترق طريق .. إما العودة إلى المجهول أو تجاوز هذه التعثرات وإيجاد حالة استقرار إداري وفني .

إن الإدارة ليست وظيفة مؤقتة أو أموالا وعلاقات، بل هي خطط وبرامج وتنظيم واستمرارية وتواجد، لتنفيذ مهارات وخبرات ميدانية متراكمة، ومهام مختلفة تخدم صورة الأعضاء واللاعبين، كما أنها ليست أسماء ونجوماً لها مصالح مؤقتة تختفي عند تحقيقها، ولست أعني الإدارة الحالية المؤقتة، لأن اللجان المؤقتة إحدى ثغرات الإدارة السليمة وفي واقع نادي الوحدة العدني، فإن عدم وجود استقرار إداري منتخب سببه تجاذبات وهمية وخلافات وشيع وأحزاب لا أفهم لماذا ؟ بالرغم من سقوط الضحية أكثر من مرة .

لذا فالأمر يتطلب أن نسمح ومؤقتاً هذا الموسم، وهذا الظرف الدقيق للمخلصين في هذه الإدارة أن تمارس مهامها بحرية، ونقول لمن يريد الوصاية -لأي سبب- أن يتوقف وفق معطيات الانكسارات السابقة ، ألا يكفي أن النادي منذ الوحدة اليمنية وهو الوحدة معنى ومضموناً قد فقد دوره الريادي والرياضي والثقافي والاجتماعي، نتيجة الصراعات الانتخابية والسياسية أحياناً، بل هو شبه مغلق، ليس للتحسينات وإنما لغياب الأسس الصحيحة للعمل الرياضي، وعندما ظهر بصيص أمل يشع في عودة الفريق للدرجة الأولى ليؤسس عودة النادي والجمهور الوفي، تعود معاول الهدم وأشباح الفتن والمشاكل لممارسة دورها المدفوع سلفاً، ولكن لصالح من ؟

وبهدوء أقول : إتركوا شباب الوحدة وجهازهم الفني والإداري لمحاولة فعل شيء بينما تقبعوا في أبراجكم المحصنة، لأن حماس الشباب وأدائهم الرجولي في المباريات رغم نقص الخبرة لدى الكثير يحتاج إلى دعمنا وتشجيعنا .. ونصيحة لمدرب الفريق ألا يدع أية تأثيرات سلبية تنعكس على عمله، ولاشك في كفاءته وخبراته لاعباً ومدرباً .. إن الكرة الحديثة شئنا أم أبينا لغة احتراف تدريبياً وإدارة ولاعبين، والكفاءة محددات الهوية والانتماء والصناعة والرياضة استثمار مشترك، وهي طريقة لدورة حياة تفتح الفائدة على الجميع لتعكس إبداعاً وتجديداً في الملاعب والأندية نفتقده منذ وقت طويل، لذا يجب تكاتف الإدارة والجهاز الفني وعدم الاكتراث لبعض مثيري الشغب، والذين لاتعجبهم كل الاسماء وكل الألوان دائماً، والالتفات للفريق الواعد والشاب وتحفيزه وتثبيت عقود عمل تؤمن مستقبلهم واحتياجهم بشكل متساوٍ وعادل وخلق فريق متجانس للأعوام القادمة، فليكن هذا هدفنا معاً .. «لقد تشاركنا في الأفراح عقوداً طويلة، ويجب اليوم أن نشارك في مسؤولية النجاح أوالإخفاق إن حصل»، والله من وراء القصد .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى