كفوا أيديكم العابثة عن عدن التاريخ والحضارة!

> ياسين مكاوي:

> استكمالا للسياسات المرسومة من قبل سلطة الفيد المسئولة بشكل مباشر وغير مباشر لكل عمليات النهب والسطو والاستيلاء على الأرض والثروة والوظيفة العامة، وما رافق ذلك منذ تدمير للمنشآت في عدن، مرورا بالمحاولات الحثيثة لإحداث وإنجاح مشروع التغيير الديمغرافي لسكان هذه المدينة، حتى طال العبث معالمها الأثرية التي كانت عدن تتزين بها.

وتذكرنا بتاريخ هذه المدينة الأصيل، كمسجد أبان الذي غيرت معالمه بشكل كامل بحجة الترميم والتوسعة، فهناك الكثير من المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية قد طالتها أيدي العابثين من أهل الفيد والسلطة، وقد تحقق لها النجاح في بعض منها، مسجد الهاشمي كان أحدها إلا أنهم قد فشلوا فيما سعوا إليه بالنسبة لصهاريج عدن نظرا لقوة التصدي الذي واجه العابثين من قبل الخيرين الكثيرين في هذا البلد، وهذه المدينة ما يعني أن التفاف الناس حول قضاياهم وتاريخهم ومعالمهم دائما ما يحقق مبتغاه الإيجابي في الحفاظ على هويتهم الثقافية والتاريخية.

أما اليوم فهناك مَعْلم وأثر بارز، من أبرز معالم عدن، يطاله العبث الآن بحجة الترميم وإصلاح السلالم للوصول إليه، إنه قلعة صيرة التي يتغنى بها الفنانون، والتي كان لها أدوار في التصدي للمستعمرين والدخلاء على مر التاريخ، فمن يريد الترميم والصيانة والإصلاح لمعلم تاريخي عليه أن يفكر أولا بمن سيقوم بذلك الترميم والإصلاح والصيانة، وإذا لم يكن ذلك من قبل جهات ومنظمات متخصصة فذلك يعني التدمير لذلك المعلم أو خلخلته لتدميره تدريجيا، أو لتغيير ملامحه، خاصة أن الحجارة البيضاء قد أدخلت على معلم القلعة، وإطارات التهوية قد فزعت والدكاكة (الدريل الجبلي أو الخرساني) بدأت فعلها السحري.

وهنا أقول وبصوت عال كفوا أيها العابثون! فتاريخ عدن لن تستطيعوا طمسه فسنقاومكم ونتصدى لأفعالكم المستهدفة تاريخ وهوية وطن، فمن يريد الإصلاح لايمكن أن يعبث كما تفعلون (فأعطوا الخبز لخبازه) فالمشاهد كثيرة لمحاولاتكم.

لذلك فإني أتوجه للمجالس المحلية في عموم عدن باعتبارهم أبناءها وأهاليها بأن يقفوا بحزم في التصدي لكل تلك السياسات المدمرة والمخربة المستهدفة هويتنا وتاريخنا، وتوحيد موقفهم ومواجهة ما يحدث حاليا في قلعة صيرة وإيقافه فورا، وتكليف الجهات والمنظمات المختصة بتنفيذ ذلك المشروع قبل فوات الأوان ليكونوا بذلك مع إخوة لهم في الجمعيات والمنظمات المحلية والشخصيات المهتمة من أجل حماية هويتنا وتاريخنا، والتصدي لمحاولات طمسه وتغيير ملامحه، فالوطن هوية وتاريخ.. والله من وراء القصد.

10 فبراير 2008م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى