احياء الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري الخميس وسط تصعيد سياسي وتوتر امني

> بيروت «الأيام» ريتا ضو :

> وسط تصعيد سياسي وتوتر امني تتواصل الاستعدادات لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري اليوم الخميس، الحدث "الزلزال" الذي لا تزال تداعياته مستمرة في لبنان.

ويشيع في اليوم نفسه المسؤول العسكري الكبير في حزب الله عماد مغنية الذي قتل في انفجار سيارة في سوريا ليل الثلاثاء الاربعاء، والذي اتهم الحزب اسرائيل باغتياله.

وقال النائب سمير فرنجيه من الاكثرية النيابية في مقابلة تلفزيونية "كل لبنان سيشترك غدا في الحزن والبكاء على شهدائه".

واضاف أمس الأربعاء "نذهب غدا الى ساحة الشهداء لنقول كفى وطفح الكيل"، مشيرا الى ان "سوريا لا تزال تحاول التحكم بالوضع الداخلي" عبر حلفائها في لبنان.

وبدا واضحا ان الاكثرية التي تتهم المعارضة بتنفيذ مخطط سوري ايراني لعرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان، تسعى الى جمع اكبر حشد شعبي ممكن في محاولة لتاكيد قوتها وشعبيتها في مواجهة المعارضة.

من جهتها اتخذت القوى الامنية تدابير مشددة منعا لحصول تجاوزات في ظل التصعيد في الخطاب السياسي الذي شهدته الايام الاخيرة بين الاكثرية والمعارضة والحوادث الامنية المتفرقة الناتجة عن الاحتقان السياسي.

وحصلت حوادث واشتباكات خلال الايام الاخيرة آخرها ليل أمس الأول في بيروت بين انصار للحريري وآخرين من حركة امل (معارضة)، وفي الجبل بين انصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والوزير السابق وئام وهاب (معارضة). وعمل الجيش على تطويق هذه الحوادث بسرعة، بينما جمدت وزارة الدفاع حمل السلاح حتى 15 شباط/فبراير.

وجدد النائب وليد جنبلاط، من اركان الاكثرية، مساء أمس الأول في مقابلة مع قناة "اخبار المستقبل"، حملته العنيفة على حزب الله، مؤكدا ان "لا امكانية للتعايش معه" ومطالبا ب"طلاق حبي".

وقال جنبلاط "هناك استحالة في التعايش مع حزب الله، مع حزب شمولي، وانا اطالب بطلاق حبي (..) ليحتفظ بسلاحه وثقافته واعلامه انما ليتركني اعيش".

وجدد اتهاماته لحزب الله بالضلوع في الاغتيالات التي يشهدها لبنان، وبتنفيذ مخطط سوري ايراني، وباقامة دويلته الخاصة مع مقوماتها الاقتصادية والامنية في لبنان.

وعلى الارض، في ساحة الشهداء في وسط بيروت، شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ينزلون من شاحنات عسكرية كمية كبيرة من الحواجز الحديدية.

وتم تعزيز الحواجز والاسلاك الشائكة في المنطقة الفاصلة بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح حيث تنفذ المعارضة اعتصاما منذ حوالى سنة وثلاثة اشهر للمطالبة باسقاط الحكومة.

وتهدف هذه الحواجز الى المساعدة على ضبط انصار الجانبين في حال حدوث تجاوزات. بينما تكثف القوى الامنية انتشارها في المكان وفي الطرق المؤدية اليه.

وفي مواجهة عشرات الخيم المنصوبة في ساحة رياض الصلح، نصب منظمو الاحتفال خيمة كبيرة مستطيلة لحماية المشاركين من عوامل الطقس في حال امطرت، وكذلك لتامين حماية الحد الادنى وحجب الانظار عن المسؤولين الذين سيلقون كلمات في المناسبة.

وعلى المنصة التي اقيمت في الساحة حيث ضريح الحريري ورفاقه الذين قضوا معه في عملية التفجير في 14 شباط/فبراير 2005، وضعت صورة عملاقة لضحايا الاغتيالات التي حصلت منذ ثلاث سنوات.

والضحايا هم رفيق الحريري، والنائب باسل فليحان الذي اصيب بجروح بالغة نتيجة الانفجار ثم توفي بعد اشهر، والاعلامي والسياسي سمير قصير، والسياسي جورج حاوي، والنائب والاعلامي جبران تويني، والنائب والوزير بيار الجميل، والنائب وليد عيدو، والنائب انطوان غانم، وكلها شخصيات مناهضة لسوريا.

بالاضافة الى صورتي رئيس غرفة العمليات في الجيش اللبناني اللواء فرانسوا الحاج ورئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الرائد وسام عيد.

وكتب على الصورة: "الشهداء شهداؤنا والساحة ساحتنا. من لبناننا لن ينالوا. الرئاسة الآن".

واذا كان العديد من وسائل الاعلام وصف الانفجار الذي قضى فيه الحريري و22 شخصا آخرين ب"الزلزال"، فان هذا الزلزال لم يقتصر على قوة المتفجرات (اكثر من الف كيلوغرام بحسب تقرير لجنة التحقيق الدولية)، بل انه كان مقدمة لزلزال سياسي لا تزال تداعياته مستمرة.

وفي هذا الاطار، توقف النائب سعد الحريري خلال دعوته مناصريه الى المشاركة في المناسبة اليوم الخميس عند الاحداث التي نتجت عن اغتيال الحريري. وقال "ان وقفتنا جميعا في ساحة الشهداء يوم الرابع عشر من آذار 2005 قد ادت الى خروج الجيش السوري من لبنان".

وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من جهته ان ما تحقق بعد اغتيال الحريري هو "القرار الوطني الحر" مذكرا "بمرحلة الوجود السوري حين كان لا يقر اي مرسوم الا بموافقة عنجر"، حيث كان المقر العام للاستخبارات السورية في البقاع في شرق لبنان. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى