شكرا لـ (جمهورية) عدن!

> مبارك سالمين:

> ثبت في مخيلة وفكرة العامة والخاصة من الناس وعبر عقود من الزمن المر، أن هرولة القطاع الخاص وشراسته في بعض الأحيان للعمل في الميادين (السيادية) كالصحة والتعليم وبناء الجامعات والضرائب.. إلخ فيه فائدة كبيرة للشعب كله (موظفين ومرضى وأصحاء.. ذكورا وإناثا معلمين ومعلمات وطلابا وكافة قطاعات الشعب العامل وغير العامل)، بل وفيه فائدة للدولة التي تسعى بقدميها إلى أحضان الفساد، لأنه حاضنتها الرئيسية والضامن لنمائها، ولسنا بصدد الحديث عن هذا الموضوع كله الآن، لكنني سأضع في هذا العمود بعضا من تجربتي الشخصية فقط في ميدان الصحة والمستشفيات الخاصة في مدينة عدن التي- في معظمها ولا أقول كلها- لم تأخذ من العلم إلا إدارة جباية الأموال بالحق وبالباطل، مع المبالغة أحيانا في تضخيم سوء حالة المريض الصحية إلى درجة أنها تشعره- والشفاء بيد المولى- أن لاشفاء له إلا بمزيد من الإنفاق والفحوصات الضرورية وغير الضرورية، ومما يثير الاستغراب والدهشة أن أحد الأطباء العرب مثلا، كتب وصفة الدواء لأحد المرضى قبل أن تظهر نتائج الفحوصات المخبرية ثم اعترض المريض على هذا التصرف فقال الطبيب: والله فكرتني!!

ومع ذلك فأنا وغيري مازلنا نعتقد بتفوق المستشفيات الخاصة على مستشفى (الجمهورية) أبو الصحة والتطبيب في عدن واليمن، لكنني شخصيا أتراجع اليوم وأتماثل للشفاء من هذه اللوثة التي أصابتني، فقد لمست في آخر تعامل مع هذه الصرح الطبي والعلمي أنه يستحق أن نغير نظرتنا إليه، وهو الذي احتضن طفولتنا وشبابنا وكهولتنا عبر تاريخه المجيد، كأم رؤوم تهدهد الجميع لتدخلهم فردوس الراحة والنوم والصحة والنمو. لقد لاحظت فيما لاحظت أن الكادر الطبي أولا هو نفسه الذي تستخدمه المصحات الخاصة، بل إن بعض أطباء مستشفى الجمهورية هم الذين يحددون مواعيد العمليات في المستشفيات الخاصة وفقا لبرامج نوباتهم وارتباطاتهم العملية بمستشفى الجمهورية. ويعتبر مستشفى الجمهورية برغم الفارق الفني والتكنولوجي بينه وبين المصحات والمستشفيات من أفضل مستشفيات المنطقة، كما أننا لا نتجاهل حاجة المستشفى للمزيد من التأهيل لكادراته وتحسين ظروفهم المعيشية، ولا نتجاهل الكثير من الصعوبات التي تثقل كاهله، والصعوبات التي يتحداها اليوم بخبرته ومراسه العنيد، هذا التحدي الذي يلح علينا أن نصرخ فرحين ملء الفم والصدر: شكرا لك، أيها الطبيب المنافح عن رسالته في مستشفى الجمهورية.

شكرا لك، أيها الكادر الفني والتمريضي، وشكرا للعاملين في الصيانة ولجميع العمال الصابرين في مستشفى الجمهورية العاشقين لخدمة الناس البسطاء والمساكين، وشكرا لإدارة مستشفى الجمهورية.. شكرا لجمهورية عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى