> سند حسن سالم:
قرأت في صحيفة «الأيام» الغراء في عددها (5321) بتاريخ 11 فبراير 2008م في صفحتها الأخيرة موضوعا خطه قلم الزميل الأستاذ جمال محمد الجعبي المحامي، بعنوان: (حتى نقابة المحامين) وفيه يعطي تصورا مصغرا لنظرة المحامين في اليمن إلى مجتمعهم، فهم من يفترض أن يكون لديهم استيعاب للواقع السياسي.. وكان للكاتب وجهة نظر نحترمها جميعا.
ما شدني في هذا القول أنه أثار موضوع الحراك الثقافي والمهني، وتنظيم المجتمع المدني الذي يفترض أن يكون للمحامين دور محوري فيه، وأنا أرى أن دور المحامين لا يكون إلا بالمبادرة من قبلهم جميعا، بأن ينظموا أنفسهم ويلتفتون إلى ما يدور حولهم من معتركات في مجتمعهم، ومايمكن مقارنته بالمجتمعات الأخرى. فمهنة المحاماة في محافظة عدن معروفة بتاريخ المحامين العلمي والثقافي والمهني، وما نراه اليوم متجسدا في عملهم في أروقة المحاكم من إمكانات لهامات كبيرة يؤكد تماما أنه أصبح من اللازم تحريك المياه الراكدة لدورهم في المجتمع اليمني، فالبعض منهم يعيشون في حالة من البؤس المتمثل في اللهث وراء لقمة العيش بأي طريقة، الأمر الذي ينعكس على شرف المهنة أو العمل على استمالة تودد رجال السلطة القضائية، أو تجد منهم من يعمل كتجار شنطة، فاقدين لأي دعم أو حماية من قبل النقابة التي يفترض أن تمثلهم في حالة انتهاك أي حق من حقوقهم، كالاحتجاز من قبل رجال الأمن أو الطرد من قاعات المحاكم أو الغرامات غير القانونية التي يفرضها بعض القضاة أو التهميش من قبل بعض أعضاء النيابة.
فالمحاماة تعد من أنبل المهن وأعظمها وتاريخها العربي يشهد لها بذلك، وما نراه اليوم من دور للمحامين في جمهوريات مثل باكستان ومصر يؤكد أن المحاماة هي (ترمومتر) دقيق لتبيان وضعية المجتمع، ومقياس لمدى الظلم الواقع عليه، فمن مهامهم الدفاع عن القانون والمواطن، وإذا كنا نراهم في بلدنا أول من تصادر حقوقهم، فكيف يمكن أن يحصل المواطن على حقوقه من خصمه عبر ذلك المحامي- ووضعنا القضائي الذي نعرفه جميعا- إذا كان المحامي نفسه يبحث عمن يضمن له حقوقه.
لذلك أعتقد أنه بالعودة إلى (الموضوع المحترم) الذي طرقه الأستاذ جمال الجعبي المحامي فقد آن الآوان للمحامين أن يعرفوا أن لهم دورا مهما، بل مهما جدا في حياتهم المهنية ليقولوا كلمة حق لأنفسهم وليس للآخرين، ليدركوا أن نقابتهم إما أنها تعيش في سبات عميق أو أنها لا تمثلهم.
محام لدى المحكمة العليا للجمهورية
مدرس في كلية الحقوق جامعة عدن
ما شدني في هذا القول أنه أثار موضوع الحراك الثقافي والمهني، وتنظيم المجتمع المدني الذي يفترض أن يكون للمحامين دور محوري فيه، وأنا أرى أن دور المحامين لا يكون إلا بالمبادرة من قبلهم جميعا، بأن ينظموا أنفسهم ويلتفتون إلى ما يدور حولهم من معتركات في مجتمعهم، ومايمكن مقارنته بالمجتمعات الأخرى. فمهنة المحاماة في محافظة عدن معروفة بتاريخ المحامين العلمي والثقافي والمهني، وما نراه اليوم متجسدا في عملهم في أروقة المحاكم من إمكانات لهامات كبيرة يؤكد تماما أنه أصبح من اللازم تحريك المياه الراكدة لدورهم في المجتمع اليمني، فالبعض منهم يعيشون في حالة من البؤس المتمثل في اللهث وراء لقمة العيش بأي طريقة، الأمر الذي ينعكس على شرف المهنة أو العمل على استمالة تودد رجال السلطة القضائية، أو تجد منهم من يعمل كتجار شنطة، فاقدين لأي دعم أو حماية من قبل النقابة التي يفترض أن تمثلهم في حالة انتهاك أي حق من حقوقهم، كالاحتجاز من قبل رجال الأمن أو الطرد من قاعات المحاكم أو الغرامات غير القانونية التي يفرضها بعض القضاة أو التهميش من قبل بعض أعضاء النيابة.
فالمحاماة تعد من أنبل المهن وأعظمها وتاريخها العربي يشهد لها بذلك، وما نراه اليوم من دور للمحامين في جمهوريات مثل باكستان ومصر يؤكد أن المحاماة هي (ترمومتر) دقيق لتبيان وضعية المجتمع، ومقياس لمدى الظلم الواقع عليه، فمن مهامهم الدفاع عن القانون والمواطن، وإذا كنا نراهم في بلدنا أول من تصادر حقوقهم، فكيف يمكن أن يحصل المواطن على حقوقه من خصمه عبر ذلك المحامي- ووضعنا القضائي الذي نعرفه جميعا- إذا كان المحامي نفسه يبحث عمن يضمن له حقوقه.
لذلك أعتقد أنه بالعودة إلى (الموضوع المحترم) الذي طرقه الأستاذ جمال الجعبي المحامي فقد آن الآوان للمحامين أن يعرفوا أن لهم دورا مهما، بل مهما جدا في حياتهم المهنية ليقولوا كلمة حق لأنفسهم وليس للآخرين، ليدركوا أن نقابتهم إما أنها تعيش في سبات عميق أو أنها لا تمثلهم.
محام لدى المحكمة العليا للجمهورية
مدرس في كلية الحقوق جامعة عدن