في ذكرى وفاته الخامسة عشرة.. الخلود للباشراحيل الكبير

> د. هشام محسن السقاف:

> نتهيأ في «الأيام» وعلى مشارف الاحتفاء بذكرى ميلادها الخمسين، للعمل على إصدار كتاب يجمع كتابات عميدها المؤسس، الأستاذ محمد علي باشراحيل، أحد رجالات التنوير والنهضة التي شهدتها المدينة الرائدة (عدن)، في النصف الثاني من القرن العشرين. وكم أذهلني ذلك الوعي النابض بقضايا عدن، بتفاصيل حياة المواطن تصاعدا إلى العمق الوطني والقومي العربي في كتاب الرائد محمد علي باشراحيل بنسق الكتابة/ الموقف، واقفا كالطود في وجه التقاطعات السياسية الداخلية، ورافضا الحلول التجزئية، وفصل عدن عن محورها العام، صابرا على العنت والرجم بالإثم، متحملا ثقل الحقيقة وهو مثل (سيزيف) في الأسطورة الشهيرة.

وكأن يد المنون قد اختارت، وللآجال كتاب معلوم، أن تكون- لحكمة من الله عزّ وجلّ- وفاة الباشراحيل الكبير في الـ 21 من فبراير 1993م، بعد أن تشهد عيناه ويقر قلبه بالإصدار الثاني لـ «الأيام»، ليمتد نهر الحقيقة كما تسطره «الأيام» بمهنية عالية، على نهج رسّخه الراحل الكبير، ويتواصل بجهد الأبناء الأستاذين هشام وتمام وأبنائهما، وبجيش بحجم الأمة من العاملين في المؤسسة الرائدة، والكتّاب وأصحاب الرأي والقراء في طول وعرض الوطن، وعلى المواقع الإلكترونية في نحو 160 بلدا في العالم.

وحين تمرّ في مثل هذا اليوم الذكرى الخامسة عشرة لوفاة الباشراحيل الكبير تكون «الأيام» الصحيفة والموقف قد رسخت تقاليد راقية في عالم الصحافة اليمنية، عماده احترام القارئ أينما كان، بتقديم مادة صحفية تعتمد المهنية والأخلاق في الطرح، بحيث أصبحت وجبة يومية لاتنقطع ولايستطيع هو أن يستغني عنها. ولأنها صحيفة أهلية قامت واستقامت بجهود أهلها منذ التأسيس في العام 1958م، فقد انحازت لقضايا المواطنين، وأصبحت (منبرا حرا لمن لا منبر له) دفاعا عن الحق مهما كان الثمن. ولذا فإن ما يواجه الصحيفة وأهلها جزء من ذلك الثمن بسبب مهنيتها وانحيازها الواعي لقضايا الوطن والمواطنين، في بلد لم يعتد بعد في هيكلية نظامه العام على الديمقراطية كمسلك وسلوك، ويسعى بدلا من توسيع هامش الحريات إلى وأدها إن استطاع لذلك سبيلا، لأن الأمر منوط بحراك هذا الشعب الذي يجب أن يدافع، بل ويعضّ بالنواجذ على ما تحقق في مجال الحريات- وإن كان ضئيلا كضوء شمعة في مهب الريح- ويسعى لتحقيق المزيد والمزيد.

الرحمة والغفران لفقيد الأمة، الرائد محمد علي باشراحيل في ذكرى وفاته الخامسة عشرة، ولـ «الأيام» الصحيفة والناس، وفي المقدمة الناشرين، النجاح والفلاح والخروج من المحن، ما ظهر منها وما بطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى