في رحمة الله أيها الفقيه الجليل

> محمد جعفر محمد ناصر:

> دعاني إلى تناول الغداء في منزله وحينها تصورت أن الدعوة قد تشمل بعضاً من أبناء عدن فقط إلى جانبي، فإذا بالحضور عدد من رجالات التربية والتعليم في أبوظبي ذوي الجنسيات المختلفة ... فكيف لا وهو رجل التربية المتوقد نشاطاً والمحاط بالحب من كل من دنا منه، فهو مدير إدارة التدريب في الوزارة يجلس إليه رجالات التربية والتعليم من أساتذة الجامعة والمفتشين والمدرسين وأمناء المختبرات والمكتبات وغيرهم، يتعامل معهم جميعاً ببساطة الأب، والموجه والمرشد نتيجه الخبرة الطويلة التي اكتسبها حتى جعلت له مركزاً مهيباً بين أقرانه ومن حوله جميعا.

وما أن فتح الباب أمامي للدخول حتى فاجأني بأبيات شعرية كنت قد سطرتها إليه قائلا:

والله ولولا الله العظيم أخشى

وألسنة السوء منك تنال فلا أرضى

لدنوت منك حتى أستشعر النفس

وألثمك بين مخارج ألفاظك علناً لا همسا

فضحكت له وطلب مني التفسير لها ولكن بعد الغداء وانصراف بقية الضيوف.. وبعد الغداء والشاي بالنعناع كالعادة، انصرف الجميع واستبقاني وصديقي إسماعيل الهتاري، وعاد يسألني تفسيراً لشعري، فأخبرته بأنني قد كتبتها تغزلاً بابنة عمي.. فسألني وهو يعرف أعمامي جميعاً، فأخبرته بأن الأمر ببساطة ليس كما يتصور.. بل (عدن) مسقط رأسي هي ابنه عمي من قصدت، وفي ذلك تشبيه لحب عنترة بن شداد لابنة عمه عبلة بنت مالك، وقيس بن الملوح لابنة عمه ليلى العامري وغيرهم من العشاق الذين نسجت من أخبارهم القصص والأساطير.. وشرحت له كيف أنني أطلقت عليها- عدن - ذات الرداء الأصفر متخيلاً أن تلك القرية التي احتضنت العشرات من عائلات صيادي السمك وغيرهم قد اتخذت من الجبال السوداء الداكنة شعراً تمشطه، ومن دورها وجهاً تزينه، ومن شواطئها ذات الرمال الصفراء رداء تلبسه.

فانفرجت أساريره .. ثم أطلعني على رغبته في ترشيح نفسه كمعرف لأبناء عدن في أبوظبي وبقيه الإمارات لدى ديوان رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- أدخله الله فسيح جناته- فأعربت عن تأييدي لمحاولته وكذا فعل زميلي إسماعيل الهتاري، خاصه وأننا أبناء عدن بالذات كنا نعاني من افتقارنا إلى من يقودنا على متن السفينة، ويحمل أصواتنا إلى أولياء الأمر في ذلك البلد المضياف الحبيب، ولا أخفي أمراً أن أبديت أسفي لحالات التفكك والانفراط الذي يعاني منها العدني في كل مكان حل به، نتيجة لصراعات وخلافات لا فائدة ترجى منها.

ولقد كان الأستاذ والأب والموجه والمرشد طامعاً في أن يتمكن من جمع أبناء عدن في بلاد المهجر على قلب رجل واحد، وأتخيل أمامي الآن تعبيرات وجهه وحماسه في تحقيق ذلك الهدف النبيل، وأن يخرجنا من الأجداث ومن خلف الضباب إلى النور.. رحمة الله عليك أيها الفقيه الجليل.

ذلك الرجل هو الأستاذ والمربي الكبير عبدالله عبده نورالدين الذي وافته المنية منذ أيام قليلة مضت في أبوظبي، والذي مازال طلابه وتلاميذه في عدن، بل ورفقاء الدرب من الأحياء يذكرونه بالحب والخير كله، فلقد كان مرحاً بشوشاً بسمات تربوية تعليمية راقية.. رحم الله أبا القبطان المرحوم محمد ود. بدر اختصاصي طب الأسنان في مستشفيات أبوظبي و د. سحاب حرم الأستاذ حامد محمد حامد خليفة بالشارقة، ود. كوكب، وثالثة لا تسعفني ذاكرتي باسمها الآن وقد اقترنت بأحد رجالات الإعلام بأبوظبي بعد حصولها على شهادة الثانوية العامه من أبوظبي بمعدل كبير نعتز به، وزوجته المرحومة شفاء ابنة السيد عبده غانم.

والتعازي من أسرة صحيفة «الأيام» الغراء وعلى أوجها الأساتذة الإخوة هشام وتمام محمد علي باشراحيل، وكل طلاب وتلامذة الأستاذ القدير- أدخله الله فسيح جناته- إلى د. بدر وجميع أفراد الأسرة وإلى إخوانه السيدين حسن وشرف عبده نورالدين، وإلى الدكتور صالح محمد عبدالهادي شهاب، والعميد مصطفى محمد شهاب من شرطة أبوظبي وجميع أفراد أسرة شهاب، ومن إسماعيل يوسف الهتاري ومني محمد جعفر ناصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى