إن شانئك يا رسول الله هو الأبتر

> يحيى عبدالله قحطان:

> لا ريب أن الحملة الإعلامية الشرسة من بعض الجماعات المتطرفة في الدول الغربية ضد الإسلام وبني الإسلام والمحاولات المتكررة للسخرية والإساءة لشخصية خاتم الأنبياء والمرسلين والرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد الصادق الأمين، إنما هي في الحقيقة إساءة لكل الرسل والديانات السماوية.. إساءة لكل القيم والأعراف والمواثيق الدولية. إنها إساءة لكل المسيحيين الصالحين من أتباع عيسى عليه السلام الذين ينشدون في أعيادهم «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المحبة»، وهاهو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في عيسى عليه السلام: «نحن أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء أخوة لعل أمهاتهم شتى ودينهم واحد»، وإذا كان المسلمون يؤمنون بالمسيح عليه السلام وأمه التقية المحصنة مريم عليها السلام، وكذلك يؤمنون بموسى عليه السلام وسائر الأنبياء والمرسلين كما جاء في قرآننا ?{?لا نفرق بين أحد من رسله?}?، فإننا على ثقة أن في الغرب علماء ومفكرين وأدباء ورهباناً وقسيسين صالحين من ذوي الإرادة الخيرة والمشاعر الطيبة والمتحررين من المدرسة المسيحية المتصهينة، والذين ينشدون الخير والمحبة والسلام كما يتشرف المسلمون لذلك. سيكون لهؤلاء موقف رافض لهذا العداء السافر ضد الإسلام وبني الإسلام وأمة الإسلام.

إن تكرار السخرية والإساءة لرسولنا العظيم من قبل بعض الأحزاب والجماعات المتطرفة في الدنمارك وفي الغرب، وإعادة نشر تلك الرسومات المسيئة أخيراً كل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الحقد الدفين الذي تكنه هذه القوة الصليبية والصهيونية العالمية ضد الإسلام وبني الإسلام، ومعلوم أن كل ذلك يغذيه الموروث الديني التوراتي المحرف والمعروف بالعهد القديم لليهود والمسيحية المتصهينة، والذي يطفح بالحقد والكراهية للإسلام والمسلمين. منطلقاً من مبدأ إلغاء الآخر وإقصائه.. بل وإبادته، كما جاء في أسفار التوراة وفي الإصحاح السابع والإصحاح السادس سفر يشوع، والتلمود، وبرتكول صهيون.. ولا ريب أن ما يتعرض له اليوم أهلنا في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، وفي أرض العروبة والإسلام من غزو وتقتيل وتجويع وتشريد وتمزيق وتهديد وترهيب وترغيب، وإساءة متعمدة للإسلام وبني الإسلام، مع سبق الإصرار والتكرار، كل ذلك يستهدف إسلامنا وأوطاننا وحضارتنا ومستقبل أجيالنا، وذلك لخلق شرق أوسط جديد تكون إسرائيل النازية هي الحاضنة والمرضعة والسادنة له، و يهدف هذا المشروع إلى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية وتمزيقها وفدرلتها وتقطيع أوصالها وروابطها ووشائجها الرحمية إلى كانتونات ومقاطعات متنافرة ومتصارعة تقوم على النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية والقبلية.. إنهم يبررون الإساءة لرسولنا الكريم وتعاليم الإسلام بحجة حرية الرأي وحرية التعبير بينما نراهم يرفضون الإساءة إلى ربيبتهم إسرائيل واتهامها بالعنصرية. بل أنهم يقاضون ويحاكمون ويعاقبون كل مفكر وكاتب ينكر أو يشكك في محرقة اليهود المزعومة. ألا ساء ما يحكمون.. وهذا يدل على زيف الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير التي يتبجح بها الصهاينة وسدنة النظام العالمي الجديد.

ترى هل من مدّكر؟ هل من متعظ؟ هل من منتصر لرسولنا الكريم؟ أم على قلوب أقفالها.. بأبي أنت وأمي يا سيدي يارسول الله، لقد كفاك الله المستهزئين، وجعل شانئك ياسيدي يارسول الله هو الأبتر.

لذلك كله. فإن الواجب على العلماء والمؤسسات الرسمية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكل جماهير شعبنا اليمني وحكومات وشعوب أمتنا العربية والإسلامية، التنديد وشجب الرسومات المسيئة لأعظم رسول ظهر في الوجود سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم والعمل على مقاطعة كل البضائع الدانماركية ووقف التعاون مع هؤلاء حتى يكفوا عن السخرية والإساءة لرسولنا الكريم وهذا أقل واجب.

وأي استنكار لما حدث فيكون بالطرق المشروعة.. والوسائل السلمية.

(?فالذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى