هل نحن قادرون على استشعار الخطر..؟

> «الأيام» م.سالم صالح عباد:

> ما يحز في النفس ويزعج الروح أن نرى وطننا ينهار أمام أعيننا ولانحرك ساكنا للحيلولة دون ذلك! فنرى فئة مستسلمة للبكاء والنحيب، ونرى أغلبهم منطوين على أنفسهم، غير عابئين بتراثهم الحضاري وتاريخهم النضالي وحقهم في النهوض بالوطن.. تاركين قوى الفساد وأعداء الحرية يهدمون كل شيء جميل له علاقة بمقومات الأمة ومقدرات الشعب، غير مكترثين بما سيحل بأجيال المستقبل من ويلات ودمار، وذلك من خلال تغليب هؤلاء الفاسدين مصالحهم الأنانية الضيقة على مصالح الملايين من أبناء الشعب.

نراهم ينخرون جسد الأمة، ويتفننون في زرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، مستخدمين كل الوسائل والسبل التي تحقق مآربهم الدنيئة. واليوم وبعد مضي 13 عاما من الحرب الظالمة، نرى جملة من المشكلات تخيم على وطننا في ظل غياب الأهداف الإستراتيجية والقوانين التشريعية، التي يرافقها اغتصاب الأراضي والثروات، وانتهاك الحقوق، وانهيار دولة النظام والقانون، التي رسمنا لوحتها الجميلة ناصعة البياض عشية الـ 30 نوفمبر 1989م وأعلن عنها صبيحة الـ 22 من مايو 1990م، لبدء عهد جديد.. لكن سرعان ما تبددت الأحلام عندما تحول مسار أهدافها من العام إلى الذات.

واليوم نحن أحوج من أي وقت آخر إلى الاستدلال على بداية الطريق، وإلى تعبئة القدرات، وإثبات الذات، حتى نستشعر واقعنا ونعيشه كما حلمنا به، ونلمس ونحس به، يحدونا الأمل والطموح لبناء الغد المشرق والحياة الكريمة، وحتما ستكون هناك معان ومقاييس ومعايير للوطنية، بدايتها محو الآثار السلبية الناجمة عن حرب 1994م، وإعادة الاعتبار لشركاء الوحدة وضحايا الصراعات الظالمة.. فالحوار البناء مع شركاء وطنيين سيكتسب قيمة حضارية، ويعزز المناخ السياسي والأمني، ويساعد على النهوض بالوطن بما يخدم تطلعات الشعب وآمال الجماهير. فهل نحن قادرون على استشعار الخطر قبل أن يلتهم الأخضر واليابس؟ ونستفيد من الوقت لنرتقي بأنفسنا فوق الصغائر، متى وكيف؟.. أسئلة ستجيب عن نفسها عاجلا أم آجلا، والمسألة هي مسألة وقت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى