الفراغ الرئاسي في لبنان يدخل شهره الرابع ولا حل قبل القمة العربية

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

> دخل الفراغ الرئاسي في لبنان شهره الرابع بدون ان تتوفر اية مؤشرات لحل الازمة المستمرة بين الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا والمعارضة التي تتمتع بدعمها قبل القمة العربية المقررة في دمشق كما يرى محللون.

ويرى المحلل السياسي مايكل يونغ ان "التسوية حاليا لم تعد ممكنة" قبل موعد القمة العربية المقررة في دمشق في اواخر اذار/مارس.

ويقول يونغ لوكالة فرانس برس "المطروح خيار من اثنين: اما مواجهة بين الاطراف قبل القمة لا تؤدي الى نتيجة، واما انتخاب رئيس قبل القمة على ان يتم بعدها تعطيل تشكيل الحكومة".

يذكر بان الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة التي يدعمها الغرب ودول عربية بارزة تملك وفق الدستور صلاحيات الرئاسة الاولى ولكنها تصبح مستقيلة حكما فور انتخاب رئيس جديد وتنتقل الى مرحلة تصريف الاعمال بصلاحيات محدودة.

وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد غادر بيروت مساء أمس الأول بدون ان يتوصل في جولة رابعة الى انجاز اتفاق بين الطرفين يسمح بانتخاب رئيس للبلاد التي تعيش فراغا في سدة الرئاسة الاولى منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، وبدون ان يحدد موعدا لعودة لاحقة.

ورغم عدم التوصل الى اتفاق شامل على بنود المبادرة العربية لحل الازمة اعتبر موسى ان الوضع يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية رغم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، احد قادة المعارضة، ارجأ الجلسة التي كانت مقررة للانتخاب أمس الثلاثاء,وهو الارجاء الخامس عشر.

وقال موسى للصحافين في مطار بيروت قبل مغادرة العاصمة اللبنانية "سمعت أن الجلسة النيابية قد أ´جِّلَت، وفي الحقيقة كنت أرى أن الوقت قد حان لانتخاب رئيس في كل الاحوال".

وتتهم الاكثرية دمشق بدعم المعارضة لتستمر في مسيرة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وحل الازمة فيما تحمل المعارضة الولايات المتحدة مسؤولية افشال الحلول.

ويقول يونغ "سوريا ليست مستعجلة للوصول الى حل الان. التكتيك السوري هو التاخير (...) ثم تقدم تنازلا رمزيا قبل القمة يجبر الاخرين على المشي معها وتعطل لاحقا تشكيل الحكومة فتعود الازمة الى ما هي عليه".

ويضيف "ما يريده السوري هو تعطيل تشكيل الحكومة. هو قد يقدم تنازلا ظاهريا بانتخاب رئيس ولكنه فعليا في موقف قوة لان الاكثرية ستكون محرجة برفض هذه الخطوة والا فهي تعتمد موقف المعارضة الذي يعتبر المبادرة سلة متكاملة".

ويعرب اسامة صفا من المركز اللبناني للدراسات عن قناعته بان انتخاب الرئيس "لن يتم قبل القمة العربية (...) لان القضية لم تعد مسالة انتخاب رئيس او تشكيل حكومة وانما هي قضية اعادة تقسيم السلطة" في لبنان.

ويقول صفا لوكالة فرانس برس "بالتاكيد فشل وساطة موسى ليس مفاجأة. لا اعتقد ان الانتخاب سيتم قبل القمة العربية. كل شيء يتعلق بالوضع الاقليمي بقضية الملف النووي الايراني وبالعلاقات العربية المتوترة".

ويقول دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس ان "كل اقتراحات المعارضة تمحورت حول حصولها على الثلث المعطل اما صراحة واما مواربة عبر اشتراط عدم تصويت وزراء الرئيس او اختيارها وزيرا من وزرائه".

ويضيف "رفضت الاكثرية ذلك استنادا الى ان المعارضة عطلت البرلمان وشلت الحكومة دون ان يكون معها الثلث المعطل كما رفضت ربط صلاحيات الرئيس بشروط مسبقة".

من ناحيته يعتبر الصحافي السياسي محمد سلام بان طريقة مغادرة موسى بيروت "تعلن بوضوح ان المبادرة العربية انتهت".

ويقول سلام في حديث تلفزيوني "انتقلنا من حقبة المبادرة العربية الى حقبة الضغوط العربية الفعلية على سوريا" التي تطالبها دول عربية بتسهيل حل الازمة اللبنانية عبر حلفائها.

وكان مسوؤل بحريني رفيع قد اعلن أمس الأول بعد قمة جمعت ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة والرئيس المصري حسني مبارك اتفاق المصريين والخليجيين على ضرورة انتخاب رئيس للبنان قبل القمة مؤكدا ان "عدم حسم هذه المسألة قد يسهم في فشل القمة".

وفي الرياض اعرب الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية أمس الأول عن امله في ان "تحل مسالة انتخاب رئيس توافقي في لبنان (...) قبل موعد عقد القمة العربية" مشددا على "اهمية الجهود التي يبذلها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حاليا".

بالمقابل انتقدت محطة تلفزيون المنار الناطقة باسم حزب الله ابرز اطراف المعارضة اعلان موسى ان الوقت حان لانتخاب رئيس.

وقالت المنار في مقدمة نشرتها الاخبارية "لا يريد بعض العرب ان تنعقد القمة حتى لا تنتقل رئاستها الى سوريا وبالتالي فان الافق الاقليمي المسدود عربيا لا يتيح باي حال من الاحوال احداث اختراقات في ازمة مثل الازمة اللبنانية ذات الابعاد الدولية".

وركزت صحيفة "السفير" المعارضة على البعد الاقليمي. وكتبت "موسى سيركز على البعد العربي للازمة في الاسابيع الفاصلة عن القمة من اجل انقاذ مؤسسة القمة العربية ومعها ما بقي من تضامن عربي".

وتنص المبادرة العربية لحل الازمة على انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية بالتوافق والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية "على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة اي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح"، اضافة الى الاتفاق على قانون جديد للانتخاب. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى