علينا أن نساعد أنفسنا أولاً

> جلال عبده محسن:

> كثيراً ما تكون الحلول الصائبة هي أبسطها، ولبساطتها قد يتعذر على غير المتمرس الاهتداء إليها، وهذا القول ينطبق على السلطة في بلادنا، فهي تدرك بأن علينا أن نساعد أنفسنا، قبل أن نطلب من الآخرين مساعدتنا، حيث كانت هذه العبارة خلاصة نقاش وجدل ساخن دار بيننا، ضم صحبة من الزملاء ونحن نتحدث عن موضوع جملة المساعدات والقروض والهبات والمعونات من الدول المانحة التي نسمع عنها كثيرا والتي لا تكاد أية نشرة للأخبار تخلو من ذكرها، وبأن الوزير الفلاني أو المسئول العلاني قد قام بالتوقيع على قرض كذا وكذا، وللأسف معظمها تذهب هباء في ظل البيئة المناسبة للفساد، كونه البوابة الرئيسية التي يتم من خلالها الالتفاف على تلك المساعدات والقروض، والتحايل على سرقة المال العام مع إننا في بلد طول شريطة الساحلي 2500 كم، ونمتلك من الثروات الطبيعية الغنية والمتنوعة ما لا تمتلكه بعض الدول العربية.

أليس من المفروض أن يكون حالنا أفضل بكثير من واقعنا وبينما نتأخر نحن حيث هم يتقدمون، لاتزال كثير من طاقاتنا الزراعية والصناعية والسمكية والسياحية بلا استغلال، ولو في الحد الأدنى، ويكفي أن نشير بأن حجم النشاط الصناعي لايزال بنسبة 8% مقارنة مع بعض الدول المشابهة لنا، ولايزال الحل بأيدينا في البحث عن مناطق صناعية، وخلق كثير من فرص الاستثمار عليها بدلا من الانشغال واللهث وراء القروض والمساعدات، حيث من المعروف أن الدول المانحة تستخدم فوائضها في المساعدة على توسيع أسواقها وتغلغل شركاتها لا مساعدة الأنظمة على تحرير نفسها من الجوع، بدليل أن أي برنامج للمساعدات لايعالج الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للجوع في هذا البلد من ذاك بل وتستخدمه كسلاح لترويض الشعوب النامية لإحكام القبضة عندما تعجز عن الإيفاء بسدادها لتكون أسيرة بالكامل لسياستها.

ولعل ما قاله أحد السناتورات بهذا الصدد لا يحتاج إلى تعليق: «إذا كنا في صراع على نطاق العالم، فلا بد أن نعبئ كل ما بإمكاننا من الطاقات حتى نكسبه، وفي عالم من العوز والجوع هل يوجد ما هو أقوى من الغذاء والكساء.

إنه لخبر طيب أن يصبح الناس معتمدين علينا في غذائهم، وإذا كنت تبحث عن طريق تجعل الناس فيه يعتمدون عليك ويتعاونون معك، فلا شك أن الاعتماد الغذائي سيكون رائعا».

إن حجم المساعدات مهما بلغ حجمها فليس بها نرتقي أو نغير من أنفسنا، وما لم نساعد أنفسنا على فهم ذلك فإننا سنظل أسيري التخلف والتبعية.. ويظل الحل بأيدينا بدرجة أساسية بضرورة الاعتماد أولا وأخيرا على الذات.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى