«الأيام».. ومعركة التحديث

> عبدالله ناجي علي:

> الهامش الذي تتمتع به حرية الصحافة في بلادنا منذ تحقيق الوحدة وما رافق هذه الفترة من محاولات لخنق هذا الهامش - المهمش أصلا- يؤكد أن التعاطي معه من قبل من هم في موقع المسئولية قد بدأ ينحو منحى التفاعلات العصبية الناتجة عن ضيق صدور بعض من هؤلاء المسئولين عند توجيه النقد إليهم، وتنبيههم للأخطاء التي يرتكبونها تجاه المواطنين من ناحية.. وتجاه الفساد الذي يمارسونه من ناحية أخرى!

ويبدو أن هذا الصنف من المسئولين قد نسوا أو تناسوا أن مهمة (الصحافة) باعتبارها سلطة رابعة تهدف إلى تنوير المجتمع كحامل للرسالة المعرفية من ناحية، والتنبيه إلى الاختلالات التي تظهر في أجهزة الدولة بهدف تصحيحها وليس بهدف التشهير بها مثلما يفهم البعض.

ولاندري حقيقة كيف استوعب هؤلاء المسئولون الغارقون في مستنقع الفساد أن الكتابة عن أخطائهم صنفت وكأنها ضمن التعدي على الثوابت الوطنية، فنسمعهم دائما وهم يكيلون التهم لمن ينتقد الفساد، وسيادة قانون القوة، وتدمير الوحدة الوطنية.. بأنهم عملاء وخونة ومن بقايا الإمامة والاستعمار.. والانفصاليين و.. إلخ! هذا الفهم الخاطئ والقاصر لدور الصحافة من قبل هؤلاء لا يتناسب والخط الإعلامي لصحيفة «الأيام» التي تهاجم اليوم لأنها تتعامل مع الواقع بتفاعلاته السلبية والإيجابية حسب الخط الإعلامي الذي رسمه لها مؤسسها الأستاذ محمد علي باشراحيل، طيب الله ثراه، الذي حدد لها خطا إعلاميا هدفه الأول والأخير خدمة مصالح المجتمع وتحديثه نحو الأفضل.. وهذا النهج هو ما يواصله اليوم الناشران هشام وتمام باشراحيل، ومعهما كل الأقلام الوطنية الشريفة، وقراؤها في الداخل والخارج.

لهذا لاغرابة أن تواجه «الأيام» في الوقت الراهن تهديدات متعددة لأنها تخوض معركة وطنية مع قوى التخلف الرافضة للتغيير الخائفة من ذكر مفردات النظام والقانون.. وترعى أوكار الفساد الناهبة ثروة هذا الشعب الفقير!! هذه الجبهات الحقيقية لنضال المرحلة سيكون حليفها النصر إن شاء الله مادامت الأصوات الوطنية الوحدوية تنادي من على صفحات هذه الصحف، وعلى رأسها «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى