رسالة إلى والدي في ذكرى وفاته

> «الأيام» رؤى فضل مطلق - دولة الإمارات العربية المتحدة

> مر عام على وفاة والدي، فضل مطلق الأحمدي، الإعلامي القدير، والمدير السابق لتلفزيون عدن، والمخرج المبدع.

تخيلت أنه قد سافر إلى بلاد بعيدة، لا سبيل للرجوع أو العودة منها، وكتبت هذه الرسالة الممزوجة بدموع الحزن والاشتياق:

والدي العزيز.. ها قد مر عام كامل على الغياب والفراق، ومازال خدي مبلولاً من كثرة الدموع، وقلبي مملوءاً بمشاعر الحزن، التي تكاد أن تفجره وتحوله إلى أشلاء.

يقال أن صدمة وفاة شخص عزيز تدوم 3 أيام أو أسبوع على الأكثر، أما أنا فصمدتي دامت 12 شهراً. هي كلها محاولات فاشلة وبائسة في استيعاب أن «صديقي العزيز» ووالدي الحبيب قد رحل وتركني!

والدي الغالي.. قبل 3 أسابيع من رحيلك، كنت تؤنبني لأني أدخلت «حذاء المدرسة» إلى غرفة نومك..! قبل أسبوعين من رحيلك، رفضت شرب دواء بعد الغداء في موعده لتنتظر قدومي من المدرسة ونأكل طعام الغداء سوياً قائلاً:«ما يحلا لي الغداء إلا مع بنتي» .

قبل أسبوع من رحيلك، دخلت إلى غرفة نومي وأنا أذاكر للامتحان، نظرت إليّ بحنان وابتسمت لي ابتسامة أعادت لي الحياة وأبعدت عني إحباط وتعب الدراسة.

قبل بضعة أيام من رحيلك، نمت في حضنك ودار حوار بيننا، فانهمرت دموعي على صدرك الدافئ، فقلت لي وأنت تبتسم: «خائفة على الشيبة أن يموت؟»، نظرت إليك بغضب وقلت:«أول شيء، أنت مش شيبة، ثاني شيء، لا تقل باموت!! إن شاء الله يعطيك طول العمر ويعافيك لنا!!».

نزلت دمعة من عينك اليسرى، وأحسست وفي النهاية، نحمد الله على ما أراد، ونسأله أن يدخل والدي فسيح جناته ويعيش في نعيم دائم..أنها قد أحرقت خدك من حرارتها وما تحمله من مشاعر حزن وهم! حدث كل هذا في شهرك الأخير! ويقولون لي لماذا مازلت أعيش الصدمة!!

والدي الحبيب.. من بعدك أحسست أني ضائعة، تائهة، لا حول لي ولا قوة!

من بعدك، الجدار السميك والبيت الآمن، الذي كان يحميني من فتك عواصف الدهر وأنياب وحوش الحياة اختفى! .

من بعدك، ملاكي الحارس، الذي يحميني من هضاب ومنحدرات الحياة، ويرشدني إلى الصواب رحل!! لكن، الشمعة التي في قلبي مازالت مشتعلة، ولو أن نورها أصبح أضعف من ذي قبل، لكن بوجود الشمعة الأخرى، التي بجانبها، والتي تحرق نفسها محاولة إضاءة قلبي وإنارته، مازالت الدنيا بخير! ومازال طريقي مضاء ودربي منيراً وواضحاً وسهلاً.

والدي ونور عيني..لا تخف..! فنصائحك القيمة وحبك لي وثقتك الكاملة بي مازالت موجودة، ولا تنس أن لي أماً حنوناً تحاول بكل ما تملك الحفاظ علينا وتوفير كل متطلباتنا، وإعطاءنا حناناً مضاعفاً لتعوضنا عن حنانك.

وفي النهاية، نحمد الله على ما أراد، ونسأله أن يدخل والدي فسيح جناته ويعيش في نعيم دائم..

ابنتك الصغيرة «مامتك الحبيبة»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى