قبضة حديدية من جديد

> د. هشام محسن السقاف:

> (وثيقة العار) التي وقع عليها وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم الأخير، تجديد لعهد إعلامي قديم، وأما التوصيف فقد ورد هكذا على لسان د. فيصل القاسم في برنامجه المعروف (الاتجاه المعاكس) بقناة «الجزيرة» نقلا عن آخرين على طريقة د. فيصل، وعملا بالقاعدة الفقهية (ناقل الكفر ليس بكافر) وإن كان الوصف وناقله بعيدين عن الكفر. وإجمالا قيل كلام كثير عن وثيقة وزراء الإعلام العرب ليس من الدواعي المهمة تكراره من جديد، لعلمنا أن هؤلاء الموظفين بدرجة وزير لن يأتوا بجديد على صعيد الديمقراطية والحرية العامة في الأقطار العربية إلا بابتكارات عصرية تلتف على مناشئ الديمقراطيات العربية، وتذهب لتأصيل قيم الإعلام الشمولي وتكريس (تابو) الاقتراب من الحكام بحجة تحصين العقل العربي من الفضاء المفتوح.

سوف نشهد سباحة مجهدة ضد تيار العصر وتاريخية المرحلة، لأن العبرة ليست بهؤلاء الذين ينسجون أسوارا عالية بخيوط أوهى من خيوط العنكبوت، ولكن بإرادة الشعوب التي سوف تتصدى لعقليات العسس، وزوار الفجر، وفرق الموت التي كانت وبالاً على شعوب كثيرة من أمريكا اللاتينية مرورا بأفريقيا حتى أقصى الشرق، ثم هبت الشعوب لتصنع ملاحم بطولية بفضل نضالات أبنائها، وبعض من جلاوزة وجلادي الشعوب يحاكمون اليوم أو يتوارون عن الأعين بسبب ما ارتكبوه بالأمس من إثم وظلم وعدوان على أبناء جلدتهم، وتطاردهم اللعنة أينما حلوا.

ونحن ندرك ما تبيته بعض الدوائر في بلادنا المرئي منها والمستتر، من ضيق لاينتهي بكظم الغيض فقط من هذا المتاح الضئيل من حربة التعبير الصحفي، بل تذهب أيما مذهب لمحاصرة الرأي الآخر والتضييق عليه والعنت الشديد لأصحابه وشغلهم بشتى القضايا التي تسخر القانون وتجيره لبلوغ مآربها حتى لا يبقى إلا الصوت الواحد في عودة غير حميدة لعهدها الشمولي الديكتاتوري، الذي ساد ردحا من الزمن قبل الوحدة، وها هو يعود من جديد بإخراجات وتزويقات مغلفة، لكنها غير خافية على كل ذي بصيرة، وقطعا سوف لن تستكين أو تسكت الأقلام الحرة، كما لن يجري الأمر من وراء ظهر الأمة في اليمن أو سواها من أقطار العروبة لترتضي مرة أخرى بديجور جديد من دياجير الظلم والاستبداد والكبت.

سوف لن نفاجأ من استدعاءات النيابة للزميل هشام باشراحيل في قضايا نشر ورأي، ونحن نعرف المهنية العالية لصحيفة «الأيام» للرد على الشكوى المقدمة من مدير أمن عدن، فـ «الأيام» الصحيفة والناشرين حوكمت في الماضي في قضايا مماثلة 8 مرات، وهي تتعرض اليوم لظروف يعلمها القاصي والداني في وطننا.

وليس ببعيد عن العيان ما يتعرض له الزميل أيمن محمد ناصر وصحيفته «الطريق»، بالإضافة إلى طابور طويل من الصحافيين والمثقفين، وفي طليعتهم الزميل عبدالكريم الخيواني والمحامي محمد محمود ناصر ونبيل سبيع ونايف حسان وغيرهم كثر.

إن في نهاية النفق نور لابد من الوصول إليه، كحتمية تاريخية بفضل إيماننا بأحقية الإنسان، الذي خلق حرا ومفطورا على الحرية بإرادة ربانية، إذ لاقيمة للعيش بدون الحرية.

التضامن كل التضامن مع «الأيام» وأهلها وكل الذين يعانون الضيم في هذا الوطن، وما أكثرهم!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى