جبهة الصمود والتصدي (فرع حضرموت)

> محمد باجنيد:

> الحضارمة أعجبتهم موضة المؤتمرات التي شهدتها وتشهدها اليمن، وهي مؤتمرات كثيرا ما تنعقد في صنعاء، حتى تلك المؤتمرات المعنية بالأسماك والبحار والرطوبة والرمال المتحركة تجد لها مكانا في صنعاء، باعتبارها عاصمة (الوحدة المعمدة بالدم)، فتنتعش فيها الحركة التجارية، وتكثر القصور، وتزداد الأنفاق والجسور زيادة تغار منها العاصمة الاقتصادية (عدن) والعاصمة المالية (المكلا)، وإن كانتا بلا حركة اقتصادية أو مالية.

لهذا لم يجد الحضارمة بدا من خوض تجربة المؤتمرات، ولو بجهد ذاتي، ومن باب القول لمنظمي المؤتمرات (إحنا هنا) وإن في المكلا فنادق مسكونة بالريح والطل، كذلك في المكلا مطاعم تقدم الرز باللخم والصيادية و(باخمري).

وفي المكلا أيضا جسر يتيم، حتى وإن كان سببا في زيادة الاختناق المروري.

كما أن في المكلا (خور) في طريقه إلى التحول إلى (عيقة) إلا أنها (عيقة) متطورة تجمع بين الحديث والقديم، بين مياه البحر ومياه المجاري، والأخيرة بدأت تظهر آثارها في الجهة الشمالية من الخور، وروائحها في كل الخور، دون حراك من المجلس المحلي الذي ضاق ذرعا بغرور الخور، فأراد تذكيره بأن جذوره (عيقة) ويمكن أن يعود كما كان.

حضرموت على موعد مع مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري في أواخر شهر مارس، وقد أظهر منظمو المؤتمر حماسا لتسويق جملة من المشاريع الاستثمارية في المنطقة، إلا أنه غابت عنهم (المعوقات) و(الصعاب) التي تتبناها جبهة الصمود والتصدي (فرع حضرموت) في التصدي للتنمية والصمود بحزم أمام رجال الأعمال الذين يسعون في الأرض إصلاحا وتعميرا وتوفيرا لفرص العمل.

إذ تسعى جبهة الصمود والتصدي إلى زيادة أعضاء حزب (خليك بالبيت) حتى تبرز البلاد على أنها بلد التعددية والرأي والرأي المعاكس، كما أن أعضاء الجبهة متفقون على (طرد) المستثمرين و(تطليع عيونهم) و(حرق قلوبهم)، بالطلب من المستثمر الحصول على موافقة جهات متعددة (البيئة - العقار- السياحة - المجلس المحلي - الرياضة والشباب - حقوق الإنسان - متسولي الشوارع ومتسولي المكاتب) على مشروعه حتى اتحاد النساء من المهم الحصول على موافقتهم باعتبار أن اليمن بلاد تعاني كثيرا بسبب (الحريم).

وكي لاينتهي المؤتمر إلى حكاية من الحكايات المسلية (دعاية ضخمة وحضور جيد ثم صور تذكارية وأخيرا صمت المقابر) فإن على منظمي المؤتمر عقد هدنة مؤقتة مع الجبهة لوقف العنف المفرط ضد الاستثمار ورجال الأعمال، وحفاظا على الحلم بالتنمية ومنعا لازدهار تجارة المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الجوار.

فهل تكف جبهة الصمود والتصدي حربها على المستثمرين إذا أدركت أن المطلوب 47 مليون وظيفة في العالم العربي بحلول العام 2010م، ستكلف بلدا كالمغرب 30 مليار دولار، والجزائر 25 مليار دولار، ومصر 14 مليار دولار، وهي وظائف يمكن أن يوفرها القطاع الخاص والاستثمارات الخارجية التي ستكون مشاريعهم مثل صواريخ (توما هوك) على الفقر والبطالة والأمية؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى