فديناك يارسول الله!

> علي عمر الهيج :

> روى البخاري- ضمن حديث طويل- نص الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم هرقل، وهو: «بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين.(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئا، ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون».(64 آل عمران).

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مكاتبات عدة إلى الملوك والأمراء، يدعوهم فيها إلى الإسلام وترك المعاصي والعودة إلى كنف الرحمن، حيث الحق والعدالة والعبادة والمحبة.

المطلق أن الدين الإسلامي دين عبادة ومحبة.. دين أخلاق ونبذ المكاره والفتن، وعدم التشويه للشرائع والتعاليم السماوية.. المطلق أن محمدا سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين لاينطق عن الهوى، وقد أرسله الرحمن جل جلاله رحمة للعالمين.

المثير للجدل والحيرة والغرابة أن تتحرر بعض الأفكار لتقوم بالإساءة إلى نبينا المعظم دون حاجة لذلك أبدا.. هذه الرسوم المسيئة لديننا ونبينا العظيم، ترى ماذا ستحقق في طياتها؟ هل جاءت تحت مسميات الديمقراطية والحرية وإبداء الرأي؟ علما بأن نتائجها ستحقق الغضب والكراهية والفتنة بين شعوب الأرض.

ثم قبل هذه الرسوم هل كانت هناك مشكلة وفتنة ومظاهرات وغضب؟ طبعا لا.. فيا ترى لو ادعى أولئك الأحرار الديمقراطيون الذين يقدسون الحرية والديمقراطية أنهم يمارسون سلوكا حرا شخصيا نبيلا فلينظروا إلى النتائج.. هل كانت النتائج نبيلة وإنسانية توحد شعوب الأرض على المحبة والتعايش ونبذ الفتنة؟ طبعا لا.

إن العقل الإنساني الحر والنبيل إذا لم يدرك سلفا نتائج وعواقب ممارساته الديمقراطية، فإن عمله لايعد عملا عقلانيا نافعا، يدفع بالحب والصلاح للناس، ولايوطد بين الشعوب علاقات حميمة بعيدة عن الأحقاد وتأجيج الصراعات المستمرة.

ديننا الإسلامي دين عظيم يوطد المحبة.. من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. المهم أن لا يُساء إلى المعتقدات والديانات والشرائع السماوية.

المنطق الإنساني الغريب الذي يقود ويدعو الناس إلى الشتات وإثارة الفتن هو غياب العقل، واللاعقل.

هكذا يمكن أن نسميه.. العقل الذي يدمر القيم والأخلاق هو عقل غير ديمقراطي ولايدفع إلى المحبة والخير..!

فديناك يا رسول الله.. فديناك يا سيد الخلق.. إن هؤلاء هم من يدمرون القيم والأخلاق، وإن تذرعوا زورا وزيفا بالديمقراطية وحرية الرأي، لأن الرأي إن لم يكن رأيا سديدا للخير والصلاح وتقدم البشر، فهو الخراب بعينه.

إنك لعلى خلق عظيم!.. ولن يمسوك بالسوء والأذى، وإن رسموا السماوات والأرض رسوما بأقلامهم المبتورة وعقولهم غير السوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى