فيما الإقبال عليه كبير والعدد في تزايد.. مركز الأسر المنتجة بزنجبار .. طوق نجاة لمجابهة ظروف الحياة

> «الأيام» شكري حسين:

>
من بين الأشياء الجميلة التي تحرص الدولة على الاهتمام والعناية بها في إطار سعيها للتخفيف من حدة البطالة التي يكتوي بنارها ويتجرع مرارتها الكثير من الشبان والشابات العاطلين عن العمل، (إقامة) بعض المراكز الخاصة بالأسر المنتجة التي مثلت عند الفتيات -بالذات- وميض (أمل)، يشجعهنَّ على المضي نحو تحقيق ولو جزء يسير من أحلامهن، وطوق نجاة يمكنهنَّ من مجابهة ظروف الحياة، في ظل حالة الاكتئاب والملل التي تعاني منها الغالبية منهن جراء صعوبة الحصول على الوظيفة، أو مصادر دخل يقتتنَ منها مع أفراد أسرهن.

«الأيام» زارت مركز الأسر المنتجة بزنجبار عاصمة محافظة أبين، واطلعت على الأعمال والأنشطة المقامة فيه.. وهاكم ما خرجنا به من حوارات :

أعمال مختلفة

- خميسة محمد علي المشهور، مديرة المركز، قالت:«تعود بداية تأسيس المركز إلى فترة السبعينات من القرن الماضي، وكانت البداية عبارة عن بعض الأعمال البسيطة التي سرعان ما توسعت وكبرت، خاصة بعد افتتاح المقر الجديد الذي بفضله شهد المركز نقلة نوعية كبيرة في مختلف الأعمال، والمتمثلة في: (الخياطة، التطريز الآلي، الصناعات الحرفية، الحياكة، الأشغال اليدوية، وأعمال التدبير المنزلي، مثل صناعة البسكويت والكيك، ومختلف الحلويات، إلى جانب صناعة البخور وغيرها) وإجمالاً الأنشطة والأعمال في المركز كثيرة ومتعددة وتلبي إلى حد ما رغبة الكثير من الفتيات».

وعن أهم المعوقات والمشاكل التي تجابههم في عمل المركز تقول الأخت خميسة:

«كما أسلفت وقلت إن الأعمال في المركز كثيرة، وبالتالي تحتاج إلى نفقات تشغيلية كبيرة، خصوصاً إذا ما أخدنا بعين الاعتبار الإقبال المتزايد والشديد من قبل الفتيات في المحافظة، نتيجة الفراغ الكبير الذي تعاني منه غالبيتهن، لدرجة أننا نشعر من خلال تلك الكثرة من الملتحقات عدم قدرتنا على استيعاب معظمهن.

وهناك أيضاً مشكلة أخرى تتمثل في عدم تثبيت المتعاقدات، حيث مرت على فترة تقاعد بعضهن أكثر من (13-15) عاماً، وهي في تصوري فترة طويلة جداً، ونعاني من صعوبة صرف حوافزهن، حيث تمر عليهن أشهر عديدة دون رواتب، وهذا بالطبع يؤثر على العمل في المركز، خصوصاً ونحن في حاجة ماسة لمجهوداتهن .. ناهيك عن عدم وجود الأثات والمكائن الكافية للعمل».

وعن كيفية التحاق الفتيات بالمركز، قالت: «نحن نقيم بين الحين والآخر بالتنسيق مع إدارة التدريب المهني والتعليم الفني، وأيضاً مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل، الكثير من الدورات التي يتم فيها التسجيل أولاً، ثم نعلن عنها سواء في الإذاعة أو عن طريق الإشعار المباشر.. وعند التخرج تمنح الفتاة شهادة نجاح من قبل الوزارة والبرنامج الوطني لتنمية المجتمع والأسر المنتجة، ولا أنسى أيضاً أن المركز يقدم للملتحقات فيه (قروضاً) ميسرة للأسر المستفيدة من صندوق الرعاية، إلى جانب مكائن خياطة، التي بلغت إلى الآن 40 مكينة».

- كلثوم سعيد أحمد، متدربة في قسم الحياكة، قالت:«طبعاً الاستفادة من مثل هذه المراكز والدورات التي تقام فيها كبيرة جداً، حيث تتعلم المتدربة الكثير من المهارت التي تساعدها في الحصول على العمل الذي يتناسب وتركيبتها.. لكن هناك بعض النواقص التي نتمنى من مكتب الشؤون والعمل توفيرها، كونه الجهة المسؤولة، فمثلا لدينا في قسم الحياكة 10 معامل لا تعمل منها إلا أربعة فقط، نتيجة ضيق المساحة».

- عيناء أحمد عمر، قسم التطريز الآلي، قالت:«نحن نتعلم الكثير من الأشياء، ونشعر أننا في قسم التطريز قد استفدنا استفادة كبيرة، على أساس أن ذلك سيساعدنا لاحقاً في الاعتماد على أنفسنا في مواجهة ظروف الحياة».

- سلوى صالح شريان، قسم التطريز أيضاً، قالت:« دون شك جاءت مثل هذه المراكز لتفتح أمامنا نافذة أمل جديدة، نستطيع من خلالها الاعتماد على أنفسنا بعد أن أوصدت جميع الأبواب أمامنا».

وأردفت قائلة:«أنا كنت متدربة، وحالياً أعمل مدربة، وأشعر أنني قد استفدت أشياء كثيرة».

في موسم الأعياد تزداد المبيعات

- كفاح محمد علي، قسم الأشغال اليدوية، قالت:«أنا متعاقدة مع المركز منذ 10 سنوات، ونشعر أن العمل في المركز له فوائد عدة، حيث تكتسب الفتاة الملتحقة به مهارات عديدة تساعدها على العمل والاعتماد على نفسها في توفير متطلباتها، خصوصاً في ظل صعوبة الحصول على الوظائف .. ونعتبر موسم الأعياد فرصة كبيرة لعرض الكثير من منتوجاتنا، حيث تزداد مبيعاتها .. وأطالب عبركم وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، الأخت أمة الرزاق على حمّد، بتثبيتنا نظير فترة التعاقد الطويلة التي عملنا فيها».

- رباب محمد علي سعد، قسم الكوافير (مدربة)، قالت:«عندما تأتي الفتاة إلى المركز وتلتحق بقسم الكوافير، تتكون لديها فكرة عن أعمال الكوافير تساعدها بعد تخرجها على العمل في هذا المجال الذي يعود عليها وعلى أسرتها بالنفع الكثير».

- إسكندر باشريمة، مدير إدارة سوق العمل بمكتب التعليم الفني والتدريب المهني، قال:«بالتأكيد مثل هذه المراكز وما يعتمل فيها من دورات وأعمال لها وقع خاص في نفوس الفتيات، انطلاقاً من كونها باباً كبيراً تلج عبره أكثرهن نحو ممارسة الأعمال الخاصة .. ونحن في إدارة السوق وبالتعاون مع مديرة المركز نقيم دورة في المحاسبة وأخرى في الكوافير، الهدف منهما نشر الوعي ورفع الكفاءة المهنية والفنية بين أوساط الحاصلين على العمل، وكذلك الفئات ذات الميول المهنية والفنية للتخفيف من نسبة البطالة المتفشية، وتعزيز فرص العمل للباحثين عنه.. ويمكننا أن نقول إن الفائدة كبيرة جداً، ونتمنى أن تتواصل جهود الدولة في هذه الاتجاه».

من المشاريع المدرَّة للدخل

- آمنة محسن العبد، رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع أبين، ترى «أن مثل هذه المراكز وما تقام فيها من دورات هي ضمن المشاريع المدرة للدخل، التي تحرص الدولة -بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح- على تنفيذها، في إطار استراتيجية التخفيف من الفقر».

وأضافت تقول:«في تصوري الشخصي هذه المراكز تساعد على تحسين مستوى المتدربات، سواء أكان في الجانب الاقتصادي أم الاجتماعي أم الثقافي وغيرها، وتتيح لهن فرصة الحصول على العمل والاعتماد على النفس، من خلال فتح مشروع مصغر يعود عليها وعلى أسرتها بالنفع الكثير، إلى جانب ما تكسبه الفتاة المتدربة من تنمية مهاراتها الخاصة، سواء أكانت في الخياطة أم التطريز أم الحياكة أم الأعمال اليدوية أم الكوافير أم غيرها».

وعن الدورات الأخرى التي تقام بالتنسيق مع مكتب التعليم الفني والتدريب المهني.

قالت:«هناك تنسيق دائم ومشترك مع الأخوة في مركز التعليم الفني والتدريب المهني، من خلال إقامة العديد من الدورات، كما هو الحال الآن في دورتي المحاسبة والكوافير المقامتين حالياً، وهناك دورات أخرى نطمح إلى تنفيذها في القريب العاجل، كدورة خاصة بالكمبيوتر، خاصة ونحن في عصر تقنية المعلومات .

وإجمالاً نشعر بالرضاء التام تجاه كل ما يعتمل، ونأمل أن تتضافر جهود الجميع، لما من شأنه التخفيف من حدة البطالة المتفشية بين أوساط الفتيان والفتيات على حد سواء».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى