الفقر في الوطن غربة!

> عبدالله عبدالإله:

> «الفقر في الوطن غربة، والغربة في الوطن فقر!»..هكذا قالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قبل 14 قرنا، وكم يشعر المرء بعمق المعنى الذي ينطبق على أي إنسان مهما كان لونه أودينه أو عرقه.. من اليمن حتى غابات أفريقيا.

فهل شاهدتم طفلا يبكي، وأمعاؤه تصرخ من الجوع، وأما تندب هذا الزمن الذي ولدت فيه ليستقبل أطفالها واقعا يزداد بؤسا وحرمانا وجوعا مدقعا؟

كم في الوطن من جياع.. وكم في الوطن من متخمين نهمين على الضياع!

تعرفت على أسر تحصل على ما يسمى الإعانة الشهرية من الضمان الاجتماعي وتعيش وضعا بائسا لايعلمه إلا الله وحده.

سألت أسرة: كم تحصلون من الصندوق؟

أجابت، والحزن عالم يبحث عن الرغيف وليس اللحمة أو السمك، والآهات تتردد:

نحصل على 2000 ريال يخصمون منها حق المتابعة!.. أي كل ثلاثة أشهر 5500 ريال، وعددنا ثمانية أيتام لايملكون حتى دجاجة في الوطن!

حسبتها فإذا هي لاتكفي لشراء كيس قمح خلال الثلاثة الأشهر.. فكيف بالله عليكم سيعيش هؤلاء؟!

احسبوا معي، وكم قد حسبها قبلي الأستاذ الزميل نجيب يابلي:

1800 ريال شهريا تشتري بها 12 كيلو دقيق.. أي 1200 جرام ÷ 8 أفراد × 30 يوماً = 5 جرام دقيق لكل فرد يوميا.. ياسلام سلم.. والطف يا الله بعبادك، والغد والمستقبل الأفضل والشعارات التي لاتطعم ولا تنقذ مريضا!

فهل هذه إعانة وتخفيف من الفقر المدقع؟!

إن الجوع لايرحم، وستنشأ ظواهر وعصابات خطيرة تهدد السلم الاجتماعي كله، فلا يعقل أن يموت الآلاف جوعا والفاسدون يبيعون ثروات الوطن فوق الأرض وتحتها حتى الفضاء.. لو وصلوا إليه!

إن خللا كبيرا يحدث الآن من بطالة وفقر يقابل بفساد بالمليارات ودون حساب أو عقاب، فنار الأسعار أحرقت بقايا جيوب الفقراء وأحلامهم، وهم يبحثون عن لقمة الخبز، وقليل من الشعور بالمسئولية لمحاربة غول الفساد الذي يلتهم كل أخضر ويابس، ويترك الرماد ولايهمه لو احترق الوطن في لحظة زمن.

فإذا كنا كموظفين أو متقاعدين ومقاعدين نصرخ من الغلاء وآثاره على كل أسرة، فكيف بأولئك الذين يجوعون ولايقفون على الطرقات أو في المساجد يشحتون، بل تحسبهم أغنياء من التعفف؟!

لو كنا رأينا فاسدا كبيرا واحدا حوسب بإحالته إلى النيابة العامة والقضاء العادل لقلنا صبراً أيها الجائعون.. أما والأمر هو.. هو.. فلا فائدة ولا مستقبل أفضل.

فإلى أين المسار بنا أيها المسئولون؟

الوضع لايحتمل مزيدا من الخطابات والبيانات، فالأفواه تبحث عن الخبز والماء.. أولا.. «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».

والبطالة والجوع لغمان سينفجران يوما حتما، فلا تقولوا لنا كلوا (كيكا).. فإعانتكم لاتطعم دجاجة! خذوا إعانتكم الشهرية وقدموا كيس قمح لكل أسرة فقيرة ولتأكله مع الماء فقط!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى