«اقبروني في كردفان ..»

> أبوبكر السقاف:

> هذا جزء من وصية مسجون سوداني في السجن المركزي بصنعاء.. عبد القيوم محمد خير ضوء البيت.. مدينة أم رميلة، شمال كردفان..الوصية الصرخة جاءت بعد إضراب عن الطعام منذ 2007/7/26.

ماتت ابنته ريهام وهو في السجن، كما جاء في رسالته إلى القنصل السوداني.

قضى خمسة أضعاف مدة السجن المحكوم بها.

جاء إلى اليمن للاستثمار.. أنهى رسالته إلى والده راجيا:

«نشر قضيتي بعد موتي للرأي العام السوداني، ليطلع على ما جرى لي في اليمن حتى لا يتورط أحد للاستثمار أو التجارة في هذه البلاد اليمن» «لا يوجد بها قانون غير الحبس وتلفيق التهم ضد الغريب».

«لدي أوامر من الجهات القضائية العليا وبمختلف درجهاتها بالإفراج عني بالضمان الحضوري.. قوبلت الأوامر بالرفض من وكيل نيابة جنوب شرق الأمانة أحمد أبومنصر، في سابقة قضائية خطيرة تدل على مدى تعصبه مع غرمائي..».

صدر الحكم ضداً عليه بالسجن سنة ونصف السنة ودفع مائة ألف دولار، لخصمه وشريكه اليمني الذي اختلف معه. وقبل أيام سمعت عن مستثمر مصري رحَّل أسرته ليلحق بها بعد أن خرج من السجن بعد تدخل السفارة المصرية.

الاستقواء بـ«الوطنية» على الشريك يتكرر في قضايا كثيرة.

كل هذه المقتطفات وردت في النداء العدد (140) 2008/2/27، وهي من أفضل صحفنا في متابعة قضايا الناس في السجون والمحاكم وكذلك قضايا المخفيين والمعذبين في هذه الأيام وفي الماضي القريب.

إن نكبة الأخ السوداني تكاد تكون صورة أنموذجية من الفوضى المنظمة التي تنفي من الأساس المبدأ الصوري القانوني الموحد، وجوهرها هلامية العرف والامتياز القبيلية..والتي تدار بها أحوال هذه البلاد في السياسة والاقتصاد والقضاء، حيث تتراكم في يد المظلوم قرارات وتوجيهات وأوامر في شريط غرائبي يصعد من قاعدة النظام إلى قمته أو العكس وفي الحالين النتيجة واحدة بقاء الظلم جاثما على صدر المظلوم، وتبدو المظالم حكايات من قرون غابرة. ويزدهر اللامعقول والعنف في أجواء مترعة بالكراهية والخصومات العقيمة والقاتلة.

السودان بلد أكرم وفادة اليمنيين على امتداد عقود وعقود، ولم يلقوا في رحابه إلا المعاملة الحسنة والجوار الأليف والعشرة الطيبة، فلنكف عن الإساءة إذا كنا غير قادرين على رد الجميل. وإنه عار علينا أن تكون النداء وحدها التي تبادر بالانتصار لمظلوم في غربة قاسية، ومسجون خارج القضاء.وتحية للزميل الضبيبي محرر قسم القضايا.

يقيم ابن عبدالقيوم في عدن مع والدته واسمه محمد خير.

إنه تماد في التنكر لأبسط مشاعر التعاطف الوجداني والعلمي والدفاع عن الحق والحقيقة أن نسكت جميعا وطويلا، أما سكوت سفارة السودان فإنه يذكرنا بسكوت سفارة اليمن. والنظامان توأمان.

الآن الأمل معقود على لجنة الدفاع عن المعسرين ومنظمات حقوق الإنسان.

2008/2/28

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى