الحرية لنجيب القرن

> أبوبكر السقاف:

> نجيب القرن شاعر بزغ فجأة في ملكوت الشعر في هذه البلاد، والمدهش أنه جاء مكتملا ولابد أنه قد مزق كثيرا من القصائد.

في شعره بساطة تخدع القارئ، ولكنه سرعان ما يتبين أن هذه شعرية معاصرة تقدم الشعر من خلال تفاصيل مادية يومية، وهي في الواقع شعرية كثيفة تعيش في التفاصيل، وكأنها هي التي تتكلم لا الشاعر، أي ما يسميه بعض النقاد الميتافيزيقا المادية.

ورغم أن ثقافته ودراسته الجامعية تجذبه إلى كل ما هو تقليدي في الواقع والتراث، إلا أن شاعريته اختارت سماء الواقع وأرض الميعاد في البعد وما بعد البعد، فاستوى شاعرا عصريا ومجددا ومقاوما بالكلمة.

قرأت في الوسط (عدد 27/2/2008) أن الشاعر سجن بأمر الشيخ الشوافي، الذي يسير على طريق شيخ الجعاشن. ذنبه أنه ألقى قصيدة في مهرجان المشترك في الراهدة. ولايبدو سلوك الشوافي الهمجي غريبا، لأنه لا يريد أن يبدو مقصرا في أداء فروض الطاعة لو قارنته السلطة/السلطان بأخوانه في تهامة أو إب، ولذا أراد أن يؤكد أنه أخلص منهم جميعا في بيت الطاعة الذي يعيشون فيه وتمنحهم هذه الإقامة حرية العبث بالإنابة بمصائر المواطنين.

لا يكفي أن ترتفع الأصوات من اتحاد الأدباء والصحفيين وغيرهم للدفاع عن حرية الشاعر، بل يجب أن يمارس فعل أكثر تأثيرا بالاعتصام في غير مكان، فكرامة الشعر هي كرامة الشاعر وحريته هي حريتنا جميعا.

يجب أن يفطم هؤلاء المشايخ عن مثل هذه الفعلات القبيحة في كل أرجاء البلاد، وإثبات الحقوق يبدأ من رفض نزواتهم، وسلطاتهم الصغيرة جزء من السلطة الكبرى التي تحميهم وتوظفهم مخالب قططة، وتجعل من السجن خارج القضاء رغم رداءته عملا يوميا.

الحرية لنجيب القرن.. ولنتضامن جميعا باعتصام في كل فروع اتحاد الأدباء أولا ونوالي الاعتصام حتى يطلق سراحه وعلى الذين نظموا المهرجان أن يبادروا بالدفاع عن كل المشاركين فيه. هذه مسؤولية أخلاقية وسياسية.

28/2/2008

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى