وقفات سريعة مع أحداث الأسبوع

> أحمد عمر بن فريد:

> من أجل فلسطين الحبيبة ..من منا لم يشعر أن المهانة والهوان والخنوع, كانت أقرب إليه من حبل الوريد وهو يشاهد كل ذلك العجز العربي الرسمي والشعبي إزاء ما حدث في الأيام القليلة الماضية لإخواننا الفلسطينيين في غزة.. من منا لم يطأطئ رأسه أرضا وهو يشاهد أطفال ما دون السنة الأولى من العمر وقد كست دمائهم الزكية أجسادهم الطرية, غسلا للعار العـربي أولا ووفاءً للحـق الفلسـطيني ثانيـا.

إذا لم تعد فلسطين وشعبها الجبار تملك من خيار أمام وحشية هذا العالم المتحضر سوى تقديم أكثر من أربعين طفلا شهيدا إلى ساحات العزة والكرامة قربانا لها.. وثمنا لحقها الشرعي في الحياة, في حين تقبع قادات هذه الأمة الكبيرة على كراسيها, في وضع مستريح ينبئ عن حقيقة واحدة لاغير.. مفادها أن هؤلاء (النخبة) لايفهمون ولايجيدون شيئا من سلطانهم هذا سوى الإمساك الفولاذي بمقابض كراسي السلطة و الدوس على رقاب شعوبهم!.. وربما أن أحدهم لم يعلم أن حصيلة الكرامة العربية التي تبعثرت في غزة، كما كل مرة، كانت تنبئ بسقوط أكثر من (40) طفلا شهيدا.. وأن عدد الشهداء في الإجمالي قد بلغ (118) شهيدا.. بينما جرح أكثر من (350) مواطنا ومواطنة حالة (30) منهم خطيرة!.

من أجل جنوب العزة والكرامة

با دعس على رأس الحنش حافي وأدي واجبي.. وفاءً لهذه المنطقة وإخلاصا مني واعتناه

لا خاف من طاغي ولا ولي أموري عائبي.. الموت أحسن لي ولا باعيش أرضي في خطاه

من روح هذه الإرادة والعزيمة الجبارة المتوارثة عبر الأجيال, يستلهم ابن الجنوب اليوم نضاله القوي من أجل التحرر.. وإذا كان الشعراء المناضلون معنا في هذه المرحلة الحاسمة يمدون الحراك الجنوبي بروح العزيمة والإصرار على الاستمرار من خلال قصائدهم الطائرة في عنان فضاءات الحرية والتحرر, فإن الجنوبي الذي لقب نفسه بـ(المشاكس) قد تخلى عن ارتداء الحذاء في قدميه حتى يوم النصر الأكبر, تجاوبا مع تلك العزيمة والإرادة الجماعية.. ففي اعتصام الإثنين الماضي في عدن, تقدم إلي هذا (المشاكس) وهو حافي القدمين، ليخبرني عن خياره هذا الذي سبق أن أخبرت به من قبل في مهرجان العسكرية في يافع.

ومن صميم تلك الروح والعزيمة, يشارك في جميع الفعاليات الجنوبية.. مواطن مبتور الساق يتحرك بعكاز معدني متواضع.. لكننا نعلم تماما أن المحرك الأساسي له في تحركاته وتنقلاته العسيرة هو إيمانه الكبير بهذا الوطن الكبير (الجنوب).. ومع هذا وذاك, يشارك وعلى الدوام، رجل طاعن السن يحفز الشباب ويحثهم على عدم الانكسار.. وتظهر الصفحة الأولى لجريدة «الأيام» التي صدرت يوم أمس صورة (قعيد) شارك في اعتصام الإثنين، ويشارك في مختلف الفعاليات أيضا.. إذا هي إرادة فولاذية لشعب جبار (يريد الحياة).. و

إذا الشعب يوما (أراد الحياة)

فلا بد أن يستجيب القدر.

المهم في المشهد الآخر أن هذا الحراك الجنوبي قد أثبت بالدليل العملي القاطع أنه يملك سمة (الحضارة) وسلوك المتحضر في إرادة فعالياته السياسية بطرق سلمية.. وأثبت أن (الشغب) لايمكن على الإطلاق أن يصدر من معسكره أو من بين صفوف أفراده, لأن اعتصام الإثنين في عدن ومسيرته الطويلة جدا خلت من أي نوع من أنواع الشغب التي يزعمون أنها تتربص معنا في أي تحرك جماعي.

تضامنا مع أهلنا في مكيراس

على الرغم من أن لغة الخطاب التي خاطب بها الأخ محافظ محافظة البيضاء أعيان ووجهاء ومشايخ أهلنا في مكيراس كانت لغة غير أخلاقية.. وعنصرية.. وتعكس (نفس) الوحدة الخلاقة لكل ما هو جهوي.. فإننا لم نستغرب على الإطلاق مثل هذا الكلام.. أو مثل هذه المعاني الوطنية العظيمة!! على اعتبار أن المعادلة السياسية البسيطة (غير المعقدة) لحال الوحدة اليمنية اليوم لايمكن أن تفيد أي متلقف للحقيقة– مهما كانت مرة وقاسية– إلا بما ينبئ عن موتها سريريا في هذه المرحلة تحديدا.. مع تعففنا عن تكرار الكلام المبتذل الذي دبج به المحافظ خطابه في مكيراس.. هذا إن قلنا عنه مجازا إنه (كلام)!.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى