حارة حسين والسيرة العدنية

> سعيد عولقي:

> وصلتني هذا الأسبوع رسالة يقدم صاحبها نفسه قائلا: «اسمي أحمد بن أحمد عبدالله دبيش، من حافة حسين، عمري 85 سنة، متقاعد وعندي من الأولاد أربعة، ومن البنات أربع، ربنا يحرسنا جميعا، وجدي محمد حسن دبيش كان بصل عدن»، وقد سمعت عن الدبيش الجد حكايات وروايات مازال بعض الذين يتذكرونها من المعمرين يروون الكثير منها، وكأنها من قصص الخيال الخالدة أيام ازدهار حافة حسين وتصدرها المشهد العدني.. بل إنها كانت المشهد العدني ذاته.. وهذه القصص والحكايات يتداول روايتها الأجيال الثلاثة أو الأربعة التي عاصرت صاحبنا أحمد الدبيش، صاحب الرسالة، والذين سبقوهم على توالي الأجيال.. طبعا مع الكثير الكثير غيرهم ممن يمكن أن نسميهم فتوات أمجاد حافة حسين.

بعد ذلك يدخل الدبيش برسالته إلى مواضيع الهم والألم اليومي، ويبدأ بمشكلة الغلاء- هم كل بيت- ويركز في تطرقه للغلاء على ارتفاع أسعار دبب البوتاجاز الذي يعتبره مفتعلا هو وغيره من أنواع الغلاء، حتى أن دبة البوتاجاز وصل سعرها إلى ما بين ستمائة وسبعمائة ريال.. ويمضي في الغلاء وحديث الغلاء في كافة أنواع السلع والخدمات.. وسأحاول هنا أن ألتزم بالتسلسل في طرق القضايا كما وردت في رسالة الأخ دبيش- أطال الله عمره ومتعه بالصحة- فهو هنا ينقلنا من البوتاجاز إلى الثانوية العامة وشهادتها، ألا تعلمون أن تعميد شهادة الثانوية العامة لابد أن يتم بختمها في صنعاء؟! وطبعا حضراتكم عارفين المشورة والمرمطة والتكاليف والمخاسير والمتاعب وإلى آخره، مع أنه في سجل أصلي موجود في عدن.

وبعدين كمان خلوا بالكم- يمضي الأخ دبيش- السفر من عدن وإليها له بلاويه التي لا تقل عن بلاوي ختم شهادة الثانوية العامة، فليش لابد حتما ولزما المرور بصنعاء؟ منشان نشل منها البركة يعني؟ ليش ما فيش سفر مباشر لعدن من وإلى والعودة؟!

وفجأة وفي نقلة أخرى سريعة يذهب بنا الأخ دبيش إلى البرلمان فيقول: «سمعنا وقرأنا أنه الأخوة أعضاء البرلمان قدموا طلب قوي ومزرزر زرزار إلى الحكومة بأن يستمر كل عضو دخل في عضوية البرلمان في استلام مشاهرته حتى بعد انتهاء فترة عضويته البرلمانية، وأنه تكون هذه المشاهرة كاملة شاملة إلى آخر زلطوطي.. ويستمر دفعها على طول وعرض وإلى الأبد.. والشيء العجيب أنه الحكومة المبجلة وافقت، هل هذا صحيح؟! ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين! هل هذا معقول.. وهل هذا معمول به في أي بلد من بلدان العالم؟ وأيضا لاننسى أنه في عندنا مجلس استشاري طويل وعريض برئاسة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، ويفوق في عدده عدد أصحاب مجلس النواب، ومشاهراتهم طبعا تمشي واصل، يعني على طول، قصدي إلى الأبد، مع أنه البلاد ما تتحملش كل هذه المجالس والنفقات وما ينوب الشعب فيها إلا المزيد من الفقر والانسحاق..».

وفي ختام هذا الكلام عن المجالس وكثرتها وكثرة مشاهراتها يقترح الأخ دبيش أن يكون العمل في المجالس التي تخدم الشعب تطوعيا وبالمجان، والله فكرة!! طبعا يكون هناك مبالغ رمزية ومواصلات.. كل شيء بايترتب وباتعمل له الحكومة حساب.

ينتقل الدبيش فيقول إنه عمل لمدة 22 سنة في مستشفى الجمهورية منذ افتتاح المستشفى الذي كان بحق في ذلك الوقت صرحا طبيا شامخا، مش في عدن بس، وإنما في منطقة الشرق الأوسط.. ويقول إنه زار المستشفى بعد ذلك الزمن في أيام تدهوره هذه أكثر من مرة، ولم يعد هناك أي مجال للمقارنة بين هذه الأيام وأيام الاستعمار (البغيض) كما يقولون.. الله يرحم أيام الاستعمار وسنينه (فضلا راجع صحيفة «الأيام» 17 يوليو 2004، وكذلك عدد يوم 3 يوليو 2004، فيما كتب فيهما عن المستشفى، وفيهما الحل والصواب).

أشكر الأخ أحمد بن أحمد عبدالله دبيش على رسالته الجميلة ومقترحاته، ولاشك أنه يمتلك حرصا تجاه شعبه وتجاه أبناء حارته (حارة حسين) الأصل والمنبت والأمجاد الغابرة.. ولي عند الأخ دبيش- أطال الله عمره ومتعه بالصحة- هو وأمثاله من أبناء جيله رجاء أن يسطروا لنا بالذات ما يمكن أن نطلق عليه مشروع (السيرة الحسينية) نسبة لحارة حسين القابعة في قلب التاريخ العدني الحبيب إلى قلوبنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى