> عبود الشعبي:

أقبلوا نهر البراعم، يفتحون كل نوافذ الأمل.. هكذا صورهم سليمان العيسى حين فاجأوه في أمس البعيد عند قاعة (ابن خلدون) على ساحة الوطن.. استقبلوه في لؤلؤة البحر عدن، يرحبون به وبالصبح، حينما هرب الشاعر من دعوة (جيل التوابيت).. يريد أن يتفيأ غضنا أخضر- عربيا- في هذه الدنيا، فكان أطفال عدن كما قال: «هم صغاري.. وفراشات نهاري».

لكن ما دلالة أن يصور الشاعر وجه الطفولة على هذا النحو المنغم.. حتى أنهم ليسافرون في مخيلته من لؤلؤة الجنوب، فيلقاهم هناك في ظلال النخل في (البصرة).

صباح الرياض ياطفولة عدن.. بعض أروقتها أضحت هشيما.. رائعة هي صباحات الوحدة الأولى.. لكن..!!

أي بسمة هذه زرعتموها في قلب الشاعر.. في قلوب الناس.. فلا ينسى من يراكم أنكم بعض من سحر هذا الشاطئ المذهب.

ألستم من كتب إلى (نزار) العربي ورفاقه تدعونهم لزيارة لؤلؤة الجنوب.. حين اختار لكم سليمان العيسى النشيد الثالث عشر من ملحمة القطار الأخضر.. بينما أنتم تهتفون وأنزل أنزل عدن الثورة.. كنتم في القصيدة الجند الصغار الذين أوقدوا الشُعَل.

ثم قلتم ياعصافير الصباح وأزهار المدينة الفواغم

نحن أطفالك يا أرض الجزيرة

يابنة الأسرار هيأنا الخميرة

وزرعناها هنا

وسنبني وطنا

ينسف الظلم العتيق

من هنا كان الطريق

هكذا قال طفل عدن الذي سماه الشاعر (ثائر) ومن حوله الصغار ينشدون، فلما وصلت الرسالة إلى أطفال لواء الإسكندرية ومدينة الدار البيضاء على ضفاف المحيط الأطلسي رد الطفل العربي (نزار) من أقصى المحيط:

لبيك يا عدن.. لبيك ياثائر!

نعم لقد رأى الشاعر في غرة صباحات عدن.. حلم الوحدة العربية موشى في محيا أطفال المدينة.. عدن لؤلؤة الجنوب!