لا استثمار بدون مقومات

> سالم العبد:

> لاشك أنها من أهم المبادرات التي فكرت فيها وتبنتها غرفة تجارة وصناعة حضرموت، المتمثلة بترتيب وتنظيم وتنفيذ مؤتمر وطني وإقليمي ودولي للاستثمار السياحي والعقاري بمحافظة حضرموت وعاصمتها المتألقة المكلا، وحددت له يوم 26-27 من شهرنا الحالي مارس 2008، وبالرغم من تولي الغرفة التجارية بهيئتها المثابرة توضيب وتكوين عدد من الملفات الحيوية التي تسهم في نجاح هذا المؤتمر الاستثماري الكبير الذي من المتوقع أن تدعى إليه شخصيات عالمية في مجال الاقتصاد والأعمال إلى جانب رجال المال والأعمال من المحيط الإقليمي، وفي المقدمة منهم أبناء دول مجلس التعاون الخليجي وغيرهم من الدول العربية والصديقة.. إلا أن ملفات هي في درجة عالية من الأهمية والحسم ماتزال تطرح نفسها بقوة، لأنها ماتزال معلقة، بل قل إن شئت مجمدة ومعطلة، رغم الوعود الكثيرة بحلها، وهي دون مبالغة تشكل حجر الزاوية الأساس في أي مشروع لبناء وإنعاش صروح استثمار حقيقي وجاد، ودونها خرط القتاد.

من أبرز هذه الملفات الميناء الرئيس البحري أو ميناء المكلا حضرموت، شبوة، المهرة.. والملف الثاني الميناء الجوي مطار المكلا الدولي، وهو أيضا على أهميته البالغة يرسف في وضع يتنافى مع وظيفته ودوره كميناء جوي دولي بحسب التسمية، وكما أشار بيان ملتقى حضرموت التضامني الذي نشرته صحيفة «الأيام» يوم الأحد الماضي فإنه لايملك حتى صلاحيات التصدير المباشر للأسماك الطازجة مباشرة إلى مختلف دول الجوار والعالم، إذ احتكر هذا الدور مطار صنعاء، ناهيك عن تقليص دوره في رحلتين خارجية فقط، والبقية رحلات داخلية.. والملف الثالث يتمثل في قضايا الأرض وحسم ما التبس بها من قضايا تنفر الاستثمار، وتتحول إلى معاول هدم وتدمير له وللتنمية عموما.

هذه الملفات تعتبر زوايا مثلث الاستثمار الجاد إن أريد للاستثمار أن ينهض بحق ويعود بمردوداته الطيبة على المحافظة وعلى البلد عموما، وإلا فإن أي مؤتمر لهذا الغرض سينفض، وتذهب قراراته وتوصياته أدراج الرياح، وكلام للاستهلاك ليس إلا.. فهل نحن بحاجة لنذكر بأن هذا المؤتمر يعتبر أيضا محكا حقيقيا لمدى جدية ومصداقية السلطة المحلية والحكومة والدولة تجاه قضايا محورية بهذا القدر من الحيوية والأهمية العالية؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى