مستشفياتهم ومستشفياتنا.. هناك فرق!

> د. راشد أمين صابر:

> الزائر إلى العاصمة صنعاء ومستشفياتها بالتحديد ومستشفى الثورة بتحديد أكبر يجد العجب العجاب، وبعمل مقارنة بسيطة بمستشفيات العاصمة الاقتصادية عدن نجد أن هناك فرقا كبيرا وكبيرا جدا، فرق ما بين الثرى والثريا، وأنا من خلال زيارتي لمستشفى الثورة بصنعاء وجدت الآتي:

ـ ميزانية مستشفى الثورة تقدر بخمسة مليار ريال يمني، هذا إضافة إلى مساهمة المجتمع التي تصل إلى مئات الملايين.

ـ الطاقم الفني والإداري أكثر من خمسة آلاف إضافة إلى الكوادر الطبية من العمالة الأجنبية، وطلاب البورد والتخصصات العليا.

ـ حصول الطاقم الطبي والفني والإداري على حوافز مالية، إضافة إلى مرتباتهم الشهرية.

ـ خصوصية التوظيف في المستشفى باعتبارها هيئة مستقلة.

ـ توفر الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية في كافة التخصصات، ومن أحدث الأصناف.

ـ توفر العديد من الوحدات التخصصية وعلى مستوى عالٍ جدا (مراكز القلب والكلى والسرطان).

ـ توفر بعض الأدوية المجانية للمرضى المرقدين في المستشفى.

ـ توفر المكان المناسب للتطبيق العملي لكلية الطب وتخصصاتها، وطلاب الدراسات الطبية العليا، مع رفد المستشفى بأحدث وسائل الاتصال (الإنترنت المجاني وقاعة التواصل الطبي المستمر عن بعد).

ـ توفر فرص التأهيل والتدريب في الخارج للكوادر الطبية.

لا أقول إن هذا الذي ذكرته أعلاه في مستشفى الثورة فقط ولكن جزء منه نجده في بقية مستشفيات العاصمة (التاريخية).

وبالعودة إلى العاصمة (الاقتصادية) عدن نجد عكس ذلك تماما، لانجد عدن التي كانت من قبل، ولا أقول إلا كما قال أحد الكتاب الذين احترمهم (أما عدن كملوها).. الميناء، المطار، المصانع والمؤسسات، الأراضي والبيوت والمرافق الصحية التي لم يشر إليها كثيرا تجد الفرق بين الثرى والثريا:

ـ الميزانية التشغيلية للمستشفى المرجعي فيها (مستشفى الجمهورية) حوالي ثلاثمائة مليون ريال، وإن تم رفعها مؤخرا فهي لاتفي بمستلزمات النظافة والتغذية فيه، إضافة إلى أن المبنى قديم جدا، ومتهالك، وأغلب رواده وزائريه القوارض والفئران والحشرات والبعوض، ومستشفى عدن قيد الترميم (على حساب المملكة السعودية طبعا!!) ومستشفى الصداقة معروف للجميع، والوعود ببناء مستشفيات نسمعها من زمان، وبالنسبة للكادر لا أقول فيهم شيئا، فهم كثر وعلى مستويات عالية من التدريب، لكن ينقصهم المبنى والوسائل التشخيصية الحديثة التي تساعدهم في التشخيص والعلاج الجيد للمرض.

ـ قلة فرص التدريب والتأهيل.

ـ عدم حصول الكادر الطبي والفني على الحوافز يثير موجة عارمة من الغضب والتشاؤم، ويؤثر سلبا على أداء الكادر.

ـ قلة فرص التوظيف، وإن تم فغالبيتهم من الوافدين من خارج المحافظة.

ـ قلة التجهيزات والمعدات، وانعدام معظمها.

ـ انعدام الأدوية مقارنة بأعلاه.

ـ انعدم المركز والوحدات الطبية التخصصية.

ـ توفر القليل من التخصصات الطبية العليا، وانعدام الكثير منها.

طبعا ما ذكرته ليس فقط في مستشفيات عدن والجنوب فقط، ولكن أيضا في كل محافظات الجمهورية المقهورة، يعني بالمختصر المفيد تركز الثروة في العاصمة صنعاء، وحرمان البقية، خصوصا عدن (العاصمة الاقتصادية) التي عرفت المستشفيات منذ عشرينات القرن، وعلى مستوى الوطن العربي، وقبل أن يبنى مستشفى الثورة بعشرات السنين.

قال لي أحد الزملاء عندما تناقشنا في هذا الموضوع بأن صنعاء هي العاصمة، ومن حقها أن تنعم بذلك. قلت له: اللهم لا حسد! ولكن ما ذنب مريض لحج وشبوة وأبين و..و.. في الذهاب لعمل جهاز في صنعاء أو للذهاب من أجل جرعة لعلاج السرطان، أليس الأجدر بهذا المريض أن يأتي إلى عدن القريبة منه.

ثم إن على الحكومة أن تقوم بالتوزيع العادل للثروة، ولايجب أن تتركز في مكان محدد بعينه، مع علمنا طبعا بمستويات الرعاية الصحية المركزية (العواصم صنعاء وعدن) (المحافظات - المديريات) وعلمنا بمصادر وموارد الثروة الأساسية للبلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى