معالجات لم تر النور

> ياسين مكاوي:

> كثر الحديث عن المعالجات المزمع اتخاذها والقرارات الصادرة بشأنها، وتعددت اللجان لهذا الأمر حتى صرنا نحلم بها في يقظتنا قبل نومنا، وعندما نعود لملامسة ما على الأرض، فنقول واقع الحال (أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا)، فقضايا أبناء الجنوب في العودة إلى أعمالهم (عسكريين ومدنيين) وفي استعادة أراضيهم وفي تعويضات مساكنهم، وفي تمكينهم من الوظيفة العامة، وفي وضعهم التقاعدي لمناضليهم، ووضعهم المذل، وفي حريتهم في التعبير، وفي مواطنتهم الدستورية وفي مستقبل أبنائهم بالتحصيل العلمي والوظيفة العامة والخاصة، وفي تنمية مناطقهم ومدنهم وتأهيلها، وفي معيشة آمنة ومستقرة وزاهرة للجميع.

كل تلك القضايا والوعود وغيرها كثير لم يسعفني الوقت والحيز لذكرها لم يتم وضع معالجاتها قيد التنفيذ حتى يومنا هذا، بالرغم من الزعيق الكثير الصادر عن بعض الأصوات النشاز التي تدعي أو ادعت تنفيذ المعالجات بل حل جلها، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك.

فالقناعات التي وصل إليها من مسهم الضر من الخاصة والعامة وانعدام الجدية والمصداقية لدى ولاة الأمر في تناول قضاياهم والاعتراف باستحقاقاتهم الوطنية، فالتمييع والمداورة أصبحت سمة بديلة عن وضع الحلول والمعالجات وتنفيذها، إن ذلك حتما لايؤدي إلا إلى المزيد من الاحتقان الذي وصل إلى أعلى مراتب السخط، والذي سيؤدي قطعاً إلى مواقف لسنا بحاجة إلى ذكرها.

وعليه فإني أرى أن على واضعي الوعود والحلول والبرامج في السلطة أن يستوعبوا مسئولياتهم كاملة، وأن يتجنبوا اللعب بالنار، لأنها لاتحرق النار إلا رجل واطيها.

وفي هذا المقام أطالب النيرين والأخيار الدفع باتجاه إظهار الصورة الحقيقية والواقعية التي يفرزها عدم الاعتراف بالآخر وقضاياه، والإمعان في إهدار حقوقه ومواطنته، واستفزازه بافتعال المشاكل والتحرشات، وإطلاق المسميات والتصنيفات التي عفى عليها الزمن.

فدعونا نتجرد من الأنانية والمصالح الآنية وروح الهيمنة والتسلط على رقاب العباد ومقدرات البلاد التي تسود منطق القوي بالالتفات إلى صرخات الشارع، وملامسة همومه ومعاناته، والنظر إلى استحقاقاته الوطنية والخاصة، والاستجابة لإرادته في العيش الكريم بصيانة حريته والاعتراف بأطروحاته وقضاياه، والتشارك في حلها دونما خجل من شعور خاطئ بالهزيمة أو زهو بنصر زائف حتى لايكون لفعل النعامة في إخفاء رأسها بين التراب، أو لمقولة ومنطق (نيرون) «أنا ومن بعدي الطوفان» مكان في عقولنا وممارساتنا.

فسبحان الله العزيز القدير الذي أنعم على الإنسان بنعمة البصر والبصيرة.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى