النيات الصادقة

> طه حسين بافضل:

> التغيير الجذري للواقع المزري يحتاج إلى نيات صادقة، وقلوب واثقة، وعزائم لا تلينها كثرة الضربات ولا تهزها حوالك الظلمات، ولا تعيق مسيرتها كثرة العقبات، هي هكذا لا تعرف التردد ولا التلفت بل المُضي بثبات نحو التغيير الإيجابي.

إن تغيير واقع سيء فاسد لا يمكن أن يحدث بالبرامج الفضفاضة ولا المهرجانات الصاخبة ولا الخطب الرنانة ولا الحزبيات الضيقة أو المناطقية العفنة؛ إن الذي يغيره ويدحره ويزحزحه عن مكانه قوة العزم الثابت، والإقدام الصامد في وجوه من يعتقدون أن بإمكانهم أن يعبوا عباً من ملذات الحياة وشهواتها على حساب الفئات المغلوب على أمرها، اللاهثة خلف لقمة العيش، فئات ظلت تحلم بحياة عيش رغيدة، وحياة هانئة سعيدة، لمَ لا ووطنها مليء بالخيرات والثروات ؟! لمَ لا وشعبها أقام الدول والحضارات؟ لمَ لا ولديها العقول والطاقات؟! ولكنها أحوج ما تكون إلى القلوب القوية التي لا تعرف للوهن والضعف مكاناً ولا تعبأ بالفساد وقوة أصحابه بل تهزأ به وتنظم له الخطط الرصينة والضربات القاضية المكينة التي تجتثه من أصوله لينعم الشعب المسكين بلحظة صفاء وجلسة هناء ونظرة بهاء إلى المستقبل المنشود.

الثورات على الظلم والفساد يضرم نارها ويشعل فتيلها الأحرار الكرماء، ولكنها للأسف عند بزوغ فجرها وأوان حصادها يقتطف ثمرتها الحاقدون والعملاء، الذين يكررون المآسي والنكبات على أوطانهم وتظل المسيرة تسير على صور مكررة من الماضي البغيض والعهد البائس الذي لا يرتقب شمسه إلا في الأحلام أو ليالي شهرزاد.

ينبغي أن ينتبه العقلاء إلى أن التاريخ قد يعيد نفسه، وتتكرر صفحاته بألوان غير مرغوبة، وخطوط غير واضحة، ينهكها التمزق حيناً ويسود بياضها الناصع في أحيان كثيرة.

فعجلة الزمن لا تعود إلى الوراء ولا تتوقف إلا بكرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء لتحمل لهم أعظم الإنجازات والنجاحات وهيهات أن يكون بيننا أولياء أما النبوة فقد أغلق بابها بسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

إن الواجب على من ولاه الله تبارك وتعالى أمر الناس أن يعيش آلامهم وآمالهم وأحزانهم وأفراحهم «فإن الرجال الذين يسوسون الشعوب لا يجنحون إلى الجبروت إلا إذا كانت نفوسهم قد طبعت على القسوة والأثرة وعاشت في أفراح لا يخامرها كدر، أما الرجال الذين خبروا الآلام فهم أسرع الناس إلى مواسة المحزونين ومداواة المجروحين» والوقوف في وجه عصابات نهب الثروات وفنون النصب والاحتيال، المتاجرين بأقوات الناس فإنهم لهم بالمرصاد؛ «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة ولهذا يروى: الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة».. اللهم لطفك بوطننا المبارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى