خزنوا لما يقرح اللجع

> سعيد عولقي:

> شيء كويس جدا وفي منتهى الكواسة أن تلتفت الحكومة إلى جزيرة سقطرى, وتقرر أن تحميها من آفة القات، عندما بعثت إليها بلجنة من صنعاء لتقصي الحقائق حول مدى انتشار القات هناك، وكيف وصل إلى تلك الجزيرة النائية، وكيف وجد الناس المحليون السقطراويون أو السقطريون تأثيرات القات على مزاجهم.. يعني الكيف عندهم كيف كان كيفه؟ هل كان فيه سلطنة ومخمخة، ويخلي المخزن يصطنج أو يستفخ، وإلا كذا عادي تخزين ونجع، وكان الله بالسر عليم؟!

في الحقيقة أنه موضوع جدير بالعناية ولفتة كريمة من الحكومة اللي سيبت أشغالها وخلت حالها ومحتالها، وسخرت سامانها لبحث مسألة القات والتخزين والنجع في سقطرة.. وقطعا الموضوع مش سهل ويحتاج إلى تكاليف، لأنه بايكلف المال العام شيء وشويات.. ونحنا طبعا ما بانبخلش على جزيرتنا الحبيبة بالفلوس، بس يعني هكذا فجأة ومنشان القات؟ أنا بصراحة أجالي الوسواس الخناس.. وغاية ما هنالك أنه إذا هذي الحكومة الطيبة معاها فلوس زايد فهناك أولويات كما يقولون دائما، والقضية ما وصلتش إلى عند القات وحبكت (بالمصري يعني).. لا، في أشياء كثيرة أقدم وأولى بالاهتمام والإنفاق، أما إذا كانت الفلوس هذي حق مكافحة القات في سقطرة الحبيبة أجت من باب الله.. يعني مش من أساس الاعتمادات المعروفة في ميزانية الدولة وإنما.. يعني بلكي.. لا .. مش بلكي.. بالتأكيد هذه الفلوس أعطيت كحسنة من الدول المانحة كثر الله خيرها، واللي والفة كل حين ومين تزقي لنا بكذا مليون دولار منشان نصلح نفوسنا حتى ولو صرفنا هذي الفلوس في السفر إلى جزيرة سقطرة منشان نقول لأبناء سقطرى الأشاوس: «ياجماعة الخير قدكم ما أحسنكم عايشين طول أعماركم بلا قات ومقتاتة؟ أيش اللي ودف بكم وجاب لكم ولعة القات هذه؟..»، أتخيل أن هناك من بايرد وبايقول إنه والله هذا مقدر علينا ومكتوب، واللي انكتب على العين لازم تشوفه الجبين..!، ونحاول في مساهمة متواضعة لتصحيح المثل القائل إنه اللي انكتب انكتب على الجبين ولازم تشوفه العين.

وطبعا بايجي لك بعض الفصحاء من أبناء الجزيرة الحبيبة وبايقول كما أتخيل وأنتم في الجمهورية كلها تخزنون القات وتستكثرون علينا في سقطرة التخزين.. تحاول تجي له من هنا وإلا من هنا مافيش فايدة.. يقول لك: البلاد ديمقراطية ونحنا أحرار نعمل اللي نشتي.. الله يلعن أبوها هذي الديمقراطية اللي ما تقفز لنا إلا في الكلام عن الأشياء البطالة.

قال واحد سقطراوي، معرفة قديمة، إنه ما يحلى له تخزين القات بعد دخول القات إلى سقطرة إلا في داخل سقطرة.. وأنه إذا خرج من الجزيرة ما يسألش على القات ولا يخزنه أبدا إلا إذا رجع الجزيرة.. والله ودي كمان قصة، وحاول أن يشرح الأسباب على أساس يتعلق بالمناخ.. فتنفس في انشراح وهو يتلفت حواليه وينظر إلى البحر وجمال ارتطام الموج بصخور الشاطئ ويقول: يا سلام.. شوف.. شوف بالله عليك جمال الطبيعة.. جنة والله جنة.. قلت هذه لأنه تأثير التلجيعة حق القات تساعد على بعض الإصلاح والمساناة وتحسن جمال المنظر.. أتمتع لك أباه بالمنظر مع القات، وفي الآخر باتروح ولاعاد باتلاقي في الجيب قرش ( كنا بانقول ولا عاد باتلاقي في الكمر عانة، لكن كما تعرفون لا عاد باقي عانات، وما حد عاد يلبس كمارات إلا عبدالله بن عبدالله علي والخ).

دلحين القصة وما فيها يابني سقطرة، خزنوا على راحتكم وإلا إن شاء الله عنكم ما خزنتوا.. القصة مش هيه بس قصة تخزين ونجع، القصة هي قصة حركشة لما في جيوبكم من زليطات وأصلها زلط، هم بايسقوا وبايزرعوا وبايجنوا وأنتو بارد مبرد باتجوا تشتروا القات الذي هو محصول كل هذي السنين، والمهم يا سقطراوي أنت تعيش ومافيش في جيبك زلط.. ومش كذا وبس، القصة أبعد من كده.. القصة أنه كان ياما كان في اليمن في شطرين، شطر شمالي وشطر جنوبي.. الشطر الشمالي مليان قات.. والشطر الجنوبي ما فيبوش قات كفاية، وأجت الفكرة أنه إخواننا في الشمال يجيبوا قات لنا، وحلفوا يمين لايوصلوه إلى سقطرة.. وقد وفوا بالوعد، فخلوا الناس يخزنوا في سقطرة، وبلاش مزايدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى