أثناء زيارتي لمملكة السويد صيف العام الماضي وبالتحديد عاصمتها (استوكهولم)، تعرفت على بعض الإخوة اليمنيين المغتربين في هذه الدولة الإسكندنافية.. وقال لي أحدهم:«هل تعرف أن بطل السويد في الملاكمة يمني الأصل؟..»،فقلت:«ماذا تقول؟»فقال:«والله أقول لك الحقيقة!»، فقام وأطلعني على بعض قصاصات نشرت في بعض الصحف السويدية عن هذا البطل اليمني المجهول .. ثم تعرفت على والد هذا البطل واسمه وجدي عبد مرزاح، وهو من قرية (عبر لسلوم) بمحافظة لحج، وكان طيبا وخلوقا جدا، فقد قال لي :«إن ولدي (ياسر) تعلم الملاكمة حين كان عمره 14 سنة، وبالتحديد في عام 2001م، ثم بدأ يلعب مباريات داخلية وخارجية أوصلته لأن يصبح بطلا للشباب في السويد، ونال حينها جائزة أفضل ملاكم في العام، ومن ثم بدأ يتنقل في الأوزان حتى أصبح وزنه (69كجم)، الأمر الذي جعل الصحف السويدية تتناقل أخباره وتجري معه بعض المقابلات الصحفية» .. فسألته إن كان يحمل جواز سفر يمني أم لا .. فقال:«للأسف نحن هنا في السويد لاتوجد لدينا سفارة أو حتى قنصلية، وقد حاولت مرارا عبر مكتب اليمنية (باستوكهولم) لاتصالهم بسفارتنا بلندن، ولكن دون جدوى» ثم قال:«لاتقلق سوف نعود أنا وولدي ياسر إلى اليمن، وسأقوم باستخراج جوازسفر يمني له».

وفي بداية العام الحالي علمت من بعض الإخوة بوصول الأخ وجدي وولده الملاكم ياسر إلى اليمن، فذهبت إلى لحج،فقال لي:«إنني بصدد إخراج الجواز لولدي ياسر»..وهكذا كان لي الشرف بالتعرف على البطل ياسر، والذي كان مليئا بالحيوية وتغمره الفرحة لزيارة أهله وذويه في اليمن، فهذه كانت أول زيارة له لبلده اليمن، حيث ولد في (جوانتانامو) بكوبا من أم كوبية، ذهبا معا للعيش في مملكة السويد.

قال لي ياسر إنه كان بطلا للنادي الذي لعب فيه وإسمه نادي (نارفا Narva السويدي)، وحصل على عدة كؤوس وميداليات ذهبية، ثم أصبح بطلا سويديا للأوزان 62كجم و64 كجم و69كجم،وإنه في بداية شهر إبريل 2008م سيغادر مع بقية أعضاء الفريق الوطني السويدي إلى فنلندا لإجراء التصفيات النهائية، حيث سيتم اختيار الفائز الذي سيمثل السويد في أولمبياد الصين في الصيف، وإنه يمكن لنا مشاهدته في هذا المحفل الدولي.

الحقيقة إنني دهشت كثيرا بهذا البطل لأننا في اليمن لا نعلم بوجود مثل هؤلاء الأبطال الذين يسطعون في سماء الشهرة العالمية ابتداء بنسيم ووصولا إلى ياسر، حتى يعلمنا العالم بهم ونحن غافلين عنهم تماما.

وقد أزعجني كثيرا عدم اهتمام السلطات اليمنية ممثلة بوزارة الشباب والرياضة بمثل هؤلاء الأبطال، وتقديم يد العون والمساعدة لهم كونهم أبطال يرفعون عاليا إسم هذا الوطن الغالي.