الهروب من دورينا المثير للشفقة

> «الأيام الريــاضـي» أحمد بو صالح:

> الكرة السعودية والإثارة والمتعة وجهان لعملة واحدة .. وجهان كلاهما إبداع، تنافس، جمال، تشويق .. نعم الكرة السعودية:أنديتها ومنتخباتها،تجذبك لمتابعة منافساتها المحلية والخارجية حتى صار لها جمهور عربي كبير جداً ومتابعة إعلامية واسعة قارية وعالمية، فمنذ وصولها إلى القمة الآسيوية لأول مرة في سنغافورة عام 84م حافظت الشقيقة الكبرى على البقاء فيها من خلال تطويرها المستمر لأنظمة إدارتها، فقبل كل شيء وحتى تظل الأولى آسيوياً وجهت القيادة الرياضية السعودية كل اهتمامها بالبنية التحتية أي بالأندية والمسابقات الرياضية المحلية ووفرت لها كل سبل النجاح، فها هو اليوم الدوري السعودي الأقوى عربياً وربما آسيوياً، وها هو الأكثر متعة وإثارة ومتابعة جماهيرية عربياً على الإطلاق .

لماذا؟.. لأنه قوي ومثير يضم لاعبين محليين وأجانب على مستوى كبير من النجومية .. نجوم يحفظ نصف أطفال اليمن على الأقل أسماءهم عن ظهر قلب، ويعرفونهم من خلال صورهم الظاهرة على الشاشات أو على صفحات الصحف والمجلات، ويحفظون جدول مباريات الدوري السعودي ويحرصون على متابعة مبارياته حتى المشفرة منها، ويعرفون نتائجها من خلال برنامج (صدى الملاعب) الذي يقدمه المبدع مصطفى الآغا على شاشة الـ(mbc) في ساعة متأخرة من الليل .

إنه الحب المجنون لمحمد نور، وياسر القحطاني، وحسين عبدالغني، والشلهوب، وسعد الحارثي، ومالك معاذ، وغيرهم .. لماذا؟.. لأنهم نجوم أمتعوهم في دوري جيد وقوي بينما الدوري اليمني غير معروف، لأنه غير منقول تلفزيونياً ونجومه (أي كلام) وتنافساته وإثارته صفرين لا صفر واحد .. أقول لإبني الصغير:هل تعرف علي النونو؟.. يقول لي : (أهو الذي مثل مع كشكوش في رمضان ؟)..طيب خليك من النونو أتعرف الصقر ؟.. يقول :أيوه أشوفه دائماً في قناة نجوم ! .. حاجة والله تضحك وتبكي في آن واحد ..ليس ذلك فحسب، بل تجدهم أي الأطفال يشجعون أندية عالمية (أوروبية) من عيار برشلونة وريال مدريد ومانشستر والآرسنال وميلان وليون ويحفظون أسماء لاعبيها التي يصعب على الكبار نطقها، حتى وهي مكتوبة أمامهم .. الخلاصة الأخيرة أن مستوى الكرة اليمنية وبؤسها : إدارة وأندية ولاعبين هو ما دفع أطفالنا وحتى كبارنا إلى ملاعب الخليج وأوروبا، وعليه العوض ومنه العوض .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى