أستاذ حاجب.. الرحيل المفاجئ

> سعيد الشيباني:

> في الرابع من مارس الحالي يكون قد مر أربعون يوما على رحيل الأستاذ الفاضل والمربي القدير عبدالرحمن سعيد سلام حاجب أمين عام المجلس المحلي لمديرية التواهي الذي غادر هذه الدنيا وسكن جوار ربه في الخامس والعشرين من يناير 2008.

في أربعينية وداع أستاذنا عبدالرحمن الحاجب وجدت نفسي متوقفا متاملأ أمام تاريخ تربوي مشرف سجله أستاذنا الحاجب، وجدت نفسي أمام رحلة زمالة ربطتني بهذا الأستاذ الجليل، وتحديداً خلال عملنا المشترك بالهيئة الإدارية للمجلس المحلي لمديرية التواهي.

فالأستاذ حاجب- رحمه الله- كما عرفته إنساناً بسيطاً ومتواضعاً وبشوشاً وخدوماً وطيباً ارتبط اسمه بالحقل التربوي والاجتماعي والرياضي، وبرز لأكثر من أربعة عقود من الزمان، علماً تربوياً تتلمذ على يديه أجيال من الشباب والشابات بمديرية التواهي، الذين رأيت بعضهم أمامي وقد بلغوا مراتب متفوقة من المسؤولية الوظيفية العامة والخاصة، وباتوا يدينون بالفضل والعرفان لتعليمهم لأستاذهم القدير عبدالرحمن حاجب.

في قيادته للتربية والتعليم بمديرية التواهي لم تنشطر رؤيته ومسار خطه في العمل التربوي، بين كونه معلماً ومديراً لبعض مدارس المديرية، وبين قيادته للإدارة التربوية، نظرا لأن السلوك التربوي الذي اعتاد عليه الأستاذ حاجب في تعامله الوظيفي مع الطلاب والمدرسين والقيادات التربوية قد ترسخ وبات «مرشدا» مكَّنه من إضفاء نجاح العمل والتعامل مع الآخرين سواء في قيادته للعمل التربوي بالمديرية أو خلال انتخابه أميناً عاماً للمجلس المحلي لمديرية التواهي.

وبرغم ما ارتبط اسمه وقضاء جل خدمته للقطاع التربوي الخالص العيار %100 فقد وجد نفسه حباً وطواعية يخوض تجربة العمل الرياضي كقيادي حكيم في نادي الميناء الرياضي الثقافي.

فكل ما قدمه الفقيد الأستاذ عبدالرحمن حاجب في مشوار عطائه وخدمته لمديرية التواهي ومحافظة عدن والوطن اليمني.. وفي شتى المجالات كان الوفاء حاضراً في وجدان أبناء مدينة التواهي الذين ذهبوا لاختيار مرشحهم في المجلس المحلي الجديد للمديرية عن مركزهم الانتخابي.. قالوا بوفاء: اخترناك أستاذ حاجب، نحن الشباب والشابات، الرجال والنساء المسنين والمسنات كلهم على حد سواء.. اختاروه ونجح بعيداً عن أي مغالطات.. الأمر الذي دفعه فور فوزه وانتخابه كأمين عام للمجلس المحلي للمديرية إلى حلحلة ومعالجة قضايا المواطنين بالمديرية، وأسهم مع بقية الأعضاء في المجلس ومع رئيس المجلس أيضاً في معالجة الاختلالات في الخدمات، والنجاح في تنفيذ المشاريع التنموية بالمديرية، فبرغم تقدمه بالسن كان حضوره قوياً وبصماته مميزة، ونشاطه يتجدد لخدمة المديرية.

لم يستثمر الأستاذ حاجب مناصبه الوظيفية وعلاقاته المتعددة بمختلف القيادات المسؤولة لصالحه الشخصي، بل قدم عصارة جهده وشبابه لخدمة المديرية والمحافظة والوطن.

أستاذ حاجب رحل عنا دون مقدمات أو مؤشرات، ولكنها مشيئة الخالق عز وجل التي أرادت لروحه الطاهرة أن تفارق هذه الدنيا الفانية إلى غير رجعة ويستقر إلى جوار ربه وخالقه.

لم يترك الأستاذ الجليل ثروات من الذهب والفضة أو ثروات قصور وأراض وسيارات فارهة، بل ترك ما هو أكبر وأثمن وأسمى من ذلك كله.. ترك لنا تاريخاً مشرفاً لمعلم بارز.. ترك لنا رصيداً لا ينضب من القيم والأخلاق ومساحات من النجاحات التي سنظل نرددها ونعاود ذكرها.

رحم الله فقيدنا الغالي القدير الأستاذ عبدالرحمن حاجب، وألهم أهله وذويه وإيانا جميعاً الصبر والسلوان.. ولا يسعنا إلا القول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى