لعنة التخصص أم لعنة الواقع!

> جلال عبده محسن:

> الحالة النفسية مضطربة يشوبها القلق جراء عدم الحصول على الوظيفة في حين توافرها للبعض على الجانب الآخر بحسب المحسوبية والوساطة والمجاملة.

والحالة المعيشية تحت خط الفقر مع غائم جزئي في المناطق الشمالية، ومغبر خاصة في المناطق الجنوبية، في ظل واقع أليم يسوده الفقر ويتخلله الفساد، ومستقبل قاتم مع تكون كتلة ضبابية تحجب الرؤية ولايبدو أي انفراج من المنظور القريب للحالة مع احتمال تردي الوضع.

بينما الأسعار جنوبية شمالية باتجاه الأعلى، تعصف بالأوضاع في ظل منخفض الفساد وهبوط العملة.

حالة الشارع.. الأجواء فيه مشحونة ومضطربة في بعض الأماكن إلى متوسطة، وفي أخرى متجهة نحو التصعيد، في حين تتشكل ردود أفعال أمنية جاهزة لقمعها.

بهذا المعنى وبلغة الطقس الخالية من تساقط الأمطار، وبحكم تخصصه وجدته يشير إلى ذلك عند السؤال عن أحواله في آخر مرة التقيت به، حيث بدت حالته النفسية متدهورة، وهو في حالة يأس، ساخط مما آل إليه وضعه، يندب حظه العاثر، ولا يدري أهو لعنة التخصص بالأرصاد الجوي الذي تخصص فيه يوما ما، أم هو الواقع التعيس الذي كان سببا فيما هو فيه، بعد تخرجه من أرقى وأقدم معاهد الأرصاد الجوية في العالم (معهد أوديسا للأرصاد الجوية في الاتحاد السوفيتي سابقا) أوكرانيا حاليا، وبعد أن تم تعيينه كمهندس أرصاد جوي في مطار عدن.

واضطر تحت ظروف حالة ابنته الصحية (من أم أوكرانية) إلى أخذ إجازة قانونية (فارغة) وبموافقة الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهي بالمناسبة الجهة الوحيدة في بلادنا التي تستوعب الخريجين في هذا التخصص.. إلا أنه وبعد انتهاء فترة الإجازة وجد نفسه في الشارع عاطلا عن العمل، والأبواب موصدة أمامه، على الرغم من محاولاته المتكررة لعودته إلى عمله، ولم يجد أمامه سوى صيحة الألم والتفكير بالرحيل إلى حيث أنهى دراسته بانتظار (الفرج) ورحمة السماء وتحسن الوضع، وعلى أمل أن تجد تلك الصيحة آذانا مصغية وقلوبا لينة، نرفعها عبر صحيفة «الأيام» الغراء التي عودتنا دائما انحيازها إلى جانب المظلومين والمستضعفين، تعيد لصاحبه ثقته بنفسه وتحسسه بوجوده في هذه الحياة، ليكمل معها مشوار ما تبقى له من بقية.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى