وداعا أيها الأستاذ الفاضل

> محي الدين الشوتري:

> مرت مؤخراً أربعينية الفقيد التربوي المعروف الأستاذ سالم بجاش سالم، من أبناء منطقة ملبية بمديرية المضاربة محافظة لحج الذي فارق هذه الحياة الفانية في أواخر شهر ديسمبر من العام 2007 بعد حادثة الحيمة المشؤومة إثر سقوطه على ظهر سيارة مسرعة لحضور أحد أعراس المنطقة وغادر دنيانا إلى الدار الآخرة تاركا لنا جر الآهات والحسرات في هذه الدنيا، فمن عرف وعاشر الفقيد سيعرف حجم الفاجعة التي ألمت بزملائه ومحبيه وأنا واحد منهم، كيف أنساك يا سالم ؟

أأنسى تلك البسمات والفكاهات التي توزعها وترسلها لكل من تقابله عرفته أم لم تعرفه، كأشعة شمسية ربيعية متفتحة جميلة دلالة على ضميرك النقي الخالي من شوائبه، من ينسى الجلسة الرمضانية التي عقدتها جمعية المتقاعدين العسكريين بالمضاربة في أواخر الشهر المبارك، وكنت نجمها وفاكهة الجلسة والأمسية الرمضانية، كان همك الوطن، حاله، وضعه، مستقبله، ولذا أنت فاجعة بحجمه.

وداعاً أيها الغالي ليتني ما عرفتك! حتى لا أغرق في بحر الهم والحزن، اللذين يلفان جسمي وزاداه نحالة فوق حاله .. أجل مات سالم الميتة التي قدرها الله لنا جميعا سنذوقها .. نعم سبقنا سالم إلى جنة الخلد- بإذن الله ..باذن الله- وترك لنا عضَّ الأصابع التي فتتناها من الحسرة على فراقه .. غادر الدنيا وترك لنفسه ذكرى طيبة يتداولها الناس في الأصقاع المختلفة.

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثوان

فأوقع لنفسك قبل ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثان

لقد كان رحمه الله الرجل المتفاني المخلص المحب لعمله، وكان حتى وافته المنية يعمل مدرساً في مدرسة عمرو بن العاص دائم البسمة عاشق المزاح مع من عرفه ومن لم يعرفه ..غادر الحياة للنص المحتم (كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت) ولن يعود إلى قيام الساعة .. فيا ترى ماذا قدمنا لأسرته الكبيرة، وماذا قدم مكتب التربية لهذا الرجل الذي خدم قطاع التربية على مدى ثلاثة عقود من حياته؟

رحمك الله رحمة الأبرار يا أستاذ سالم .. وسامحنا إن قصرنا في حقك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى