كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> نشر الدكتور والأديب الفنان نزار غانم مقالا بعنوان (نزيل عصيفرة) في الملحق الثقافي لصحيفة «الجمهورية» التي تصدر يوميا في مدينة تعز.. وعنوان المقال هو الاسم المستعار الذي أعطاه لنفسه الشاعر الكبير علي محمد لقمان بعد أن غادر عدن إلى تعز عام 1972.. واستقر به المقام في (عصيفرة) حيث بقي فيها ثمان سنوات.. يعاني العزلة والانطواء والإهمال والنسيان.

> لست هنا بصدد كتاب الأستاذ الدكتور أحمد علي الهمداني عن الشاعر علي لقمان.. بقدر ما أحاول أن اتناول مقال الدكتور الفنان عن (نزيل عصيفرة) الذي ألمح فيه إلى أن (خاله) الشاعر علي لقمان أهداه عددا من القصائد التفعيلية، مطبوعة على الآلة الكاتبة، ولم يجدها في أعماله الكاملة المنشورة مؤخرا.. ثم يقول واصفا الشاعر: «مع علي لقمان يحلو الحديث في أي أمر، فهو بهدوئه وشخصيته المرحة يميل إلى النكتة والسخرية، ويجعلك تحس بالألفة.. وأذكر أنه أصدر ديوانه (عنب من اليمن) وأنني حملت نسخة منه إلى مكتبة جامعة الخرطوم.. ولأنني ميال إلى حديث الموسيقى والغناء.. فقد كنت أسأله عن رأيه في الفنانين اليمنيين الذين غنوا له.. وكان يجيبني أنه يطرب لأحمد قاسم، لأنه يحمل مشروعا تجديديا.. على الرغم من أنه كان أيضا على صلة طيبة بالفنان المرشدي الذي لحن عددا من قصائده.. وأن المرشدي يحتفظ للشاعر علي لقمان بمكانة طيبة عندما يتحدث عنه».

> ثم يتحدث الدكتور نزار غانم عن ريادة الشاعر علي لقمان في كتابة الشعر بالعامية فيقول: «وعلي لقمان تميز بأنه كتب بالعامية اليمنية لمدينة عدن ديوانا كاملا، حمل كثيرا من بصمات الفلكلور العدني مثل أغنية (جدة عميّة سرِّجي) و(ياجدة قولي قبَع قبَع) و(ياهوه الوراد) للحديث عن المصاعب الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها المواطن في عدن في الأربعينات والخمسينات.. وأن العامية لم تجد من يؤلفها لشرح مصاعب الحياة مثلما فعل علي لقمان في قصائده بالعامية.. وأن الفنان الكبير محمد مرشد ناجي اختار منولوجا ولحنه (كركر جمل) الذي غناه المنولوجست فؤاد الشريف، وفي هذا المنولوج من النقد السياسي ما فيه».

> ثم أبدى الدكتور نزار غانم بعض الملاحظات على كتاب أ.د. أحمد علي الهمداني عندما وضع نص لطفي أمان (في جفونك مرود السحر استوى) كنص لعلي لقمان.. ومرة ثانية عندما ذكر له أغنيتين هما (ياحلو طال البعاد) و(تهجر وتنساني) وهما مقطعان من أغنية واحدة لعلي لقمان.. ثم اختتم كلامه بما قاله الدكتور عبدالعزيز المقالح عن صدور ديوان (الوتر المغمور) للشاعر علي لقمان عام 1944: «كان صدور ديوان (الوتر المغمور) حدثا فنيا وأدبيا هاما.. وقد استقبله الشعراء في بلادنا بما لم يستقبل به ديوان شعرعربي في ذلك الحين.. وقد أقام مخيم أبي الطيب- وهو التجمع الأدبي حينذاك- حفلا تكريميا للشاعر الشاب ولديوانه الأول.. وكان من المحتفين بالديوان وصاحبه الأستاذ محمد محمود الزبيري والأستاذ زيد الموشكي والأستاذ أحمد محمد الشامي».

> الدكتور نزار غانم كان موفقا جدا في مقاله (نزيل عصيفرة).. ونحن على أمل أن نقرأ له كثيرا مما لا نعرفه عن الشاعر علي لقمان رحمه الله!>>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى