سمشكاكو بدل دالو!

> سعيد عولقي:

> ماحد بايقدر يستضئ يسوي شغله زي الناس في ظل وجود هذي الخضات أو الانخضاضات اللي تطير النوم من العيون.. أصله هذي الوضعية مش مستقرة ومش مخلية الواحد يعرف أول الطريق من آخره.. وده بالتأكيد يضعضع مكانة سير السلطة على أسس سليمة.. ومن هنا نسمع أخبار أشبه بالخيال مثل: ضرب الحائط بحكم المحكمة وضرب العسكري للمتهم قبل أن تثبت إدانته مع أنه حتى لو تثبت إدانته مايجوزش للعسكري أنه يضربه.

البيع والشراء شبه واقف إلا عند درجة أقصى الضرورات وصوت ميكروفون يلعلع عن وجود تخفيضات في بعض السلع الكمالية وميكروفون آخر ينادي على موعد اعتصام جديد وآخر عن مسيرة سلمية وغيره على مسيرة مضادة وهكذا.. ويستمر تضامننا مع دار «الأيام» ويتواصل الاعتصام حتى الآن، ولا نعرف ما تفعله السلطة والنظام بكله من أجل حل قضية كهذه نبعت من العدم ولا نعلم من أين تدار خيوطها؟ ولماذا؟ وإلى متى؟

قال لي أحد الزملاء القادمين من جلسة اعتصام تضامنية مع «الأيام»: «الواحد في هذي البلاد ما عاد يقدرش يطمئن على حاله وماله مع أنه من البديهي أن الحل والربط لابد ما يكون بيد السلطة» قال زميل ثاني: «إلا إذا كانت السلطة هي أبوها وأمها» قال الأول: «لا يا أخي مش ممكن.. مش ممكن أبدا أبدا.. ولا نفكر هكذا لأنه مشي معقول» وسار الكلام وتشابك وتطاول وتشعبك إلى أن سمعنا صوت من يقول إنه مافيش داعي لكثرة الشعبكات اللي مالهاش نهاية لابد من تحكيم العقل.. ولا يمكن أن يكون هناك إشكال ومالوش حل.. والحكومة والسلطة والنظام بكل تشكيلاته هو القابض على مصائر هذه الأمة ويقدر لا قال لها دوري دارت.. أما والله إذا قال دوري وما استواش دوران فمعناته واحد من اثنين: يا أنه نظام لا له ولا عليه ومايشتيش يسوي حل، يا أنه ما يشتيش يسويش حل لكنه لا له ولا عله.

هذه القضية وكثير كثير جدا من القضايا بعضها نقدر نقولها وبعضها نقدر نعض عليها وبعضها لا نقدر نقولها ولا نعض عليها.. وهذه المظاهرات والاعتصامات والمسيرات والاحتقانات وما أرداك ما احتقانات مشحونة بالمشاكل، والمشاكل لا تحل نفسها بنفسها ولكنها تنتظر من يحلها لأنه الناس بدأ حالها يضيق وصوتها يرتفع في كل جبل ووادي على رأي الأغنية والهتافات تقول على ما أتذكر سمشكاكو بدل دالو ..هذا على ما أذكر والله أعلم بالخطأ من الصواب هو عنوان لفيلم هندي ممكن كثير من الناس يذكروه.. وبعدين في زوامل زيما يقول لك تهتف يا شغيلة بلدنا يا الجموع الغفيرة.. ناضلي واعملي وابني يمننا السعيد.. كويس مش بطال مع أنه اللحن ركيك لكن بايمشي الحال.

شوفوا يا ناس.. يا أهل الحكمة في اليمن السعيدة.. اليمن مش سعيدة بالخالص واستمرار الأحوال على هذا المنوال يزيد من صوت الجعجعة ولا ينتج طحيناً.. وأحوال الناس الواقفة والمظالم المتزايدة والمؤجلة الحل لا تزيد الطين إلا بله ألا يا بللي بله.. باتشوفوا للناس حل.. منشان كل واحد يروح يشوف شغله بأمانة وديانة.. باتتقوا الله في دعوات البشر الفقيرة الباحثة عن العدل؟

الدلائل كلها تشير على أن الفساد قوي وممكن يتأهل للأولمبياد القادم.. وأنا أشوف أنه إذا عنده قدرة ليش ما يروح؟ أيوه ليش لا؟ نحنا مانشتيش نظلم أحد خلوا كل واحد يلاقي فرصته، والفساد جلس يفحر سنين طويلة لما وصل إلى هذه المكانة المرموقة المشموقة الملموقة، فلازم يلاقي فرصته ويروح الأولمبياد.. وأنا متأنكد مية بالمية أنه بايشرفنا هناك وبايجيب جوائز لأنه من جد وجد ومن زرع حصد ومن طحن عصد.

على كل حال يا ليت اليمن السعيدة حتى ولو قلنا أنها مش سعيدة يا ليت لليمن مبرزين في مختلف المجالات الأخرى وتكون مبرزة بنفس مستوى التبريز الموجود في مجال الفساد.. يمكن كنا نكون دولة عظمة (وطبعا مقولة دولة عظمة مش مقصود بها عظمة من العظم.. لا أبدا وحاشا وكلا.. إنما مقصود بها عظمة من الأبهة والفخامة) وهي فعلا لا تبارى في المجال الموجود أعلاه والمذكور أي الفساد المرشح للفوز بالأولمبياد.. وفي هذا المجال ما حد يقدر ينافسنا أو يقول إنه أحسن مننا.

إذن في هذه الحالة لابد من إعادة النظر في القول الوارد سلفا وهو: «سمشكاكو بدل دالو».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى