د.ياسين:السلطة بممارساتها سلكت سلوكا متطرفا في التعامل مع الجنوب

> الضالع «الأيام» خاص:

> التقى د.ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني بمدينة الضالع أمس كوادر الحزب في محافظة الضالع.

ودعا أمين الحزب الاشتراكي اليمني في كلمة ألقاها أمام الحاضرين، أعضاء الحزب في الضالع إلى التعاطي مع الحالة الثورية التي أفرزها الحراك السياسي بمسئولية وطنية عالية تجسد المكانة التي يحتلها الحزب في النضال الوطني ومحطاته التاريخية المختلفة.

وقال:«إن الحصار وحملات التشهير التي يتعرض لها الحزب تصدر بحسابات مختلفة، وهذا لا يضر الحزب الاشتراكي الذي قرر السير في طريق مختلف عمن يريدون إعادته إلى أجواء الصراعات والخصومة التي لابد ان يكون الجميع قد تعلم منها الدرس الكافي واقتنع بأن التعايش والاعتراف بالآخر واحترام الاختلاف وإدارته بالحوار هي المكسب الذي خرج به الجميع من طريق الآلام القديمة».

واشار الى ان «هناك وهم يتكون عند البعض بأن تهميش الاحزاب او الغاءها سيفتح الطريق أمام بروز زعامات محلية، وهذا للأسف التباس يعود في الأساس الى الاضطراب في الموقف من الديمقراطية عند هؤلاء»، مؤكدا ان الطريقة التي يتحدثون بها عن الاحزاب «تعكس التكوين الثقافي الذي يمجد الاستبداد ويقدم له المبررات اللازمة للتحول الى قيمة ثقافية بنيوية وهي تحمل دلالات خطيرة على ان الاستبداد استطاع ان يتجسد في الفعل المعارض الذي يدعيه أولئك الاخوة ممن ضاقوا بالأحزاب».

وأوضح د.ياسين سعيد نعمان قائلا: «وعلى هذا الطريق لا يخفي البعض ضيقه من الحزب الاشتراكي وبأسلوب تشنج يفتقر الى التمييز بين المحاججة من ناحية والإدانة مع الشطب من ناحية أخرى ويصل التحريض عند هؤلاء حدا يؤسس لثقافة صدامية في المجتمع».

وأضاف:«إن غياب المسئولية في مثل هذا التحريض واضح تماما، والمسألة هي أن البعض ملتبس بقصة الزعامة الوهمية فغياب الحزب وشطبه من وجهة نظرهم يفتح أمامهم طريقا نحو الزعامة والتسويات، في حين أنهم يدركون أو ربما لا يدركون أن إخراج الحزب الاشتراكي من المعادلة بقصد التسوية التي يبحثون عنها هي تسويات لا وطنية وإن التفكير بإعداد وبناء مرجعيات من أي نوع خارج المشروع الوطني للأحزاب هو عمل تفكيكي للحالة (الثورية) التي خلقها النضال السلمي الديمقراطي، والطريق الوحيد لتحقيق الأهداف الفعلية لهذا الحراك هي التلاحم والاعتراف بالآخر والتخلي عن الخطاب الذي يحط من قيمة التضحيات التي تقدمها الجماهير».

وقال:«إننا لا نفهم المفارقة التي يضعنا فيها هذا السلوك، فروح التصالح والتسامح لايمكن أن يتم التعامل معها بهذه (الإرادوية) التي تنتزع منها ما تريد وقت ما تريد ولغرض محدد وتغمس الباقي في ثقافة الكراهية على ذلك النحو الذي نشاهده ونلمسه في بعض الأحيان، صحيح أن التصالح والتسامح لا يلغي الاختلاف والتباين بين فرقاء الحياة السياسية ولكنه يهيئ الأرضية المناسبة لإدارة هذا الاختلاف بترميم آثار صراعات الماضي، لكن أن يوظف لإنتاج صراعات جديدة فهذا ما لا يمكن إدراكه ويستعصى فهمه، وللأسف ينساق بعض أعضاء الحزب وراء هذا المزاج ولكن بعناوين مختلفة».

وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني «أن الفعاليات السياسية والجماهيرية التي انبثقت من قلب المعاناة بتعبيراتها المختلفة هي حقيقة واقعة يجب التعامل معها باعتبارها ممثلة لقطاعات من الشعب مثل جمعيات المتقاعدين وهيئات التصالح والتسامح وجمعيات العاطلين والجمعيات الخاصة بالأراضي الزراعية والسكنية، لا أحد - كما يدعي البعض - يريد أن يستولي على نشاط وجهد ونضال هذه الفعاليات، الجميع حريص على نجاحها في إكساب نضالها القوة والبعد اللذين من شأنهما جعل الحراك السياسي والنضال السملي في الجنوب رافعا وطنيا لحراك شامل في كل أنحاء اليمن».

وطالب الأمين العام بضرورة تخليص الخطاب الإعلامي للحراك السياسي من الكوابح التي تضخ ثقافة الكراهية وروح التفرقة والعداوة سواء بين شركاء الحياة السياسية أو بين أبناء الشعب اليمني «فالقضية الجنوبية ببعدها السياسي والثقافي والأخلاقي لا يجوز أن توظف لإنتاج هذه الثقافة إنها مشروع سياسي للتجديد كما كان الجنوب دائما مشروعا سياسيا لليمن بما اعتمل فيه من عناصر دفع مدنية وحضارية وخاصة مدينة عدن التي كانت موئلا لكل اليمنيين».

وواصل الأمين العام للحزب الاشتراكي حديثه قائلا: «إن السلطة بممارساتها وغياب مشروعها الوطني قد سلكت سلوكا متطرفا في التعامل مع الجنوب أدى إلى تهميشه على هذا النحو وتتحمل مسئولية إنتاج التطرف المقابل بعد أن أوصلت بسياساتها الناس إلى حالة من اليأس من بناء الدولة الوطنية الديمقراطية على قاعدة المضامين الحقيقية لوحدة 22 مايو 1990م، غير انه لابد من الوقوف بمسئولية أمام الخيارات التي ينتجها التطرف ونقول للسلطة ومؤتمرها كفى لقد وضعتم البلد على شفا هاوية وفي معادلة صعبة وخيارات أصعب، كل يوم يمر وتزداد الأزمة الوطنية تفاقما في تجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية لأنني أشعر أن عناصر الأزمة ستخرج من يد الجميع إذا استمرت خيارات التطرف هي التي تنتج الأزمة وطريقة مواجهتها».

وأضاف د.ياسين سعيد نعمان قائلا: «،إذا كان حراك الجنوب السلمي قد أعطى الإضاءة اللازمة بشأن عمق الأزمة من منطلق وطني مسؤول في المرحلة الأولى وبلور في مساراته حتى اليوم أسسا وطنية للتعاطي معها بدءا من الاعتراف بالقضية الجنوبية والتقدم في ضوء ذلك نحو معالجات جذرية لمضمون الوحدة والشراكة وبناء الدولة الوطنية والديمقراطية فإن أمام هذا الحراك وقواه الفاعلة مهمة صيانته كمكسب وطني كبير، وفي تجارب الشعوب نماذج كثيرة استهلكها الغضب المجرد وغياب خيارات المسئولة، لقد تعلق الشعب بهذا الحراك فلا يجب أن يخيب ظنه وهذا يحمل القوى الفاعلة فيه مسئولية حمايته من ثقافة الكراهية والإقصاء والخيارات المغلقة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى