وتلك الأيــام.. من أدنبرة إلى عدن ياقلب لاتحزن!

> حسن قاسم:

> من حقنا كمواطنين ودولة أن نفاخر بتاريخنا وتراثنا وآثارنا، وأن ندعوا الهيئات والمنظمات الدولية للاهتمام بحماية هذا التاريخ العريق الذي تكتنزه اليمن كتراث إنساني عالمي.

ولا عيب أيضا أن تستغيث الدولة لطلب الدعم من هذه الهيئات والمنظمات المعنية بالثقافة والثروات للمساهمة في إنقاذ بقايا تاريخنا وتراثنا نظرا لظروفنا الاقتصادية الراهنة، أو الدعوى إلى إلحاق بعض من هذا التراث في إطار الاهتمامات الدولية كجزيرة سقطرى باعتبارها محمية طبيعية عالمية.

العيب هو أن لانهتم نحن بما يقدمه لنا غيرنا من تعريف لتراثنا ونتجاهله، بعد أن تحملوا مشقة التنقيب والبحث عما تكتنزه الجزيرة من طبيعة وحياة برية وبحرية فريدة ونادرة، وتلخيصه في كتيب وصور ومجسمات ونماذج للتعريف بالجزيرة عالميا بدلا منا.

وللاستدلال على ذلك ما قامت به مؤخرا بعض الحدائق الملكية للنباتات بأدنبرة البريطانية، وعلى مدى شهور من بحوث ودراسات وجمع لتاريخ جزيرة سقطرى وطبيعتها من نباتات وحشرات وطيور وعادات وتقاليد وتراث فريد، ثم عرضه في بريطانيا قبل نحو عام بعنوان (سقطرى أرض شجرة دم الأخوين)، ولاقى إقبالا كبيرة، حيث زاره أكثر من خمسين ألف مشاهد.

ونظرا لمكانة المعرض دوليا وأهمية التعريف به داخليا في اليمن قامت الحدائق الملكية مشكورة بنقله من أدنبرة البريطانية إلى مدينة عدن ليكون في متناول أهله وأصحابه، وقدمت معلومات واكتشافات سلسة ومنظمة، وبعرض مبهر تم افتتاحه بمعهد الفنون الجميلة بكريتر في حفل كبير يليق بهذا التاريخ وبحضور وزيري الثقافة والبيئة وقيادة السلطة المحلية والسفير البريطاني، ليستمر من 16 ديسمبر 2007 حتى 15 فبراير من العام الحالي 2008، ويتم بعد ذلك نقله إلى العاصمة صنعاء للعرض، واستقراره نهائيا بعد ذلك في معرض دائم بجزيرة سقطرى.

رغم الجهود المبذولة من قبل الحدائق الملكية البريطانية لتنظيم هذا المعرض وتحمل مشقة وتكاليف إعداده وتنقلاته وحفلاته إلا أنه قوبل بفتور وبصمت كبير، ولم يزره إلا بضع مئات، ولم تكلف الجهات المختصة في عدن حتى مشقة الإعلان أو الترويج له وحشد الجماهير أو طلاب المدارس القريبة في المنطقة لزيارته، ليفوق ولو حتى بقليل من زاروه في بريطانيا.

من هنا أنبه القائمين على الثقافة لأن يستعدوا لمعرض صنعاء القادم، وأن يستغلوا هذه الفرصة المجانية النادرة لإتاحة الفرصة لعدد كبير من الطلاب والشباب والمواطنين للاطلاع على هذا الكنز الطبيعي والاستفادة من تقصير وهفوات معرض عدن، لكي نثبت للعالم اهتمامنا بهذا التاريخ، وأن هذا التراث هو ملك لنا حاضرا ومستقبلا.. وواجب الدولة الحفاظ عليه والتعريف به، وأن تقدم الشكر للهيئات والمنظمات التي تحملت عناء البحث عنه وتقديمه لنا جاهزا للعرض بطبق من الفضة مجانا، ليكون في متناول الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى