للكلام مناسبات

> عمر محمد بن حليس:

> بكل تأكيد أقول للكلام مناسبات يقال فيها بغية إرسال رسائل خاصة مباشرة أو غير مباشرة، وجميعها يدخل في إطار الأمر أو النهي أو التوجيه والنصح أو لفت نظر لشيء ما، وطبعاً يأتي في المقدمة كلام الخالق عز وجل أكان في محكم الكتاب الكريم أو أحاديث قدسية أو على هيئة أحاديث على لسان من لا ينطق عن الهوى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه وعلى آله أجمعين أفضل الصلوات والتسليم.

في الحديث القدسي يقسم رب العرش العظيم رب السموات والأرض وما بينهما بنصرة المظلوم «وعزتي وجلالي لأنصرن المظلوم ولو بعد حين» وفي حديث قدسي آخر يقول أعز من قائل: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا».

والظلم ظلمات كما يعلمنا حبيبنا وقدوتنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أرأيتم يا خلق الله ماذا يعني ظلم الناس لبعضهم البعض؟ أرأيتم يا قوم.. الخالق جلت قدرته وكبر وعظم شأنه يقسم بنصرة المظلوم، الخالق الذي نطمع جميعاً برحمته ونطلب عفوه ومغفرته قد حرم الظلم على نفسه، ونحن معشر الخلق (أو بعضنا) لا ننصر مظلوماً (إلا من شاء الله)، بل والأكثر أننا (أو بعضنا) لم ننفذ الأمر الإلهي (فلا تقربوه).

لا حول ولا قوة إلا بالله، ينهانا ربنا عن ممارسة الظلم في حياتنا، ولكن بعض (خلق الله) يمتهن الظلم وربما يتلذذ بظلمه للآخرين وهذا بحد ذاته يعد تحدياً صارخاً لرب العالمين فلا يتورع المخلوق في امتهانه للظلم كأن يكون مدعوماً من (مخلوق غيره) أو يستقوي بمن خلق الله.

عزيزي القارئ إن مناسبة ما أسلفته هو أنني ذات يوم كنت في مكتب أحدهم ممن له في قلبي مكان فدار بيننا حوار أخوي من القلب إلى القلب، فما كان منه إلا أن ذكرني بالحديث القدسي الذي يقسم فيه الخالق بنصره للمظلوم ولو بعد حين.

دارت الأيام فتكالب بعضهم لممارسة ظلمهم على صاحبي وأخي، فما كان مني إلا أن اتصلت به لمؤا زرته في محنته وأشعره بأني كما عهدني ناصراً للمظلومين - ولو بقلبي- فقلت مذكراً إياه: ثق إن الله مع كل صاحب حق وتذكر دائماً وأبداً الحديث القدسي الذي اسمعتنيه في مكتبك، فما كان من صاحبي إلا أن قهقه بصوته الجهوري مردداً بعض عبارات الشكر لشخصي.. لكنني وبتواضع تام قاطعته لأسمعه ما قاله الشاعر:

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه

يدعو عليك وعين الله لم تنم

وفي سياق آخر من الكلام ومناسباته وأهميته نجد أن رسول الله صلى عليه وسلم يبين لنا حقيقة غاية في الأهمية ومن واجبنا وضعها في الحسبان، ففي الحديث الشريف يقول عليه الصلاة والسلام:«المرء مخبؤ تحت لسانه» وفي الحكمة يقال: المرء تحت طي لسانه، لا تحت طيلسانه - والطيلسان يعني الثوب أو اللبس الجميل أو نحو ذلك، بالعامية (الشياكة).

إنها حكم وعبر ودروس لمناسبات الكلام، وهي رسائل فهل من مستفيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى