مثنى .. لك الخلود والراحة الأبدية

> سالم صالح محمد:

> كلمات في الفتى الأسمر أحد الذئاب الحمر سليل وحفيد خلوة بني عامر الحميرية أخي ورفيق الدرب الطويل مثنى سالم عسكر ترك البلاد وسافر إلى الكويت مع كوكبة من فتيان ذلك الزمان في نهاية الخمسينات، وعاد إلينا ذلك الفتى الردفاني الأسمر يحمل في عقله ووجدانه قضية استقلال شعب، وانعتاق أمة من طغيان الاحتلال الاستعماري، وهو الذي انضم مع رفاقه في الكويت إلى حركة القوميين العرب، حاملاً أفكارها التحررية التي عمت المنطقة العربية، والذي كان لمن سبقه بالموت قبل أيام رفيق الدرب د.أحمد الربعي، ود. أحمد الخطيب، وسامي المنيس، الدور الكبير في تأطير واستقطاب هؤلاء الشباب، ومنهم فقيدنا الراحل مثنى سالم عسكر.

دخلوا الكويت في زمن الاستقطاب- حيث لا فيز ولا تعقيدات- عمالاً بسطاء، وعادوا بعد سنوات إلى عدن ليحتلوا دورهم في قيادة العمل الوطني والكفاحي المميز.. كان مثنى واحداً من هؤلاء الرجال الأشداء.. علي أحمد ناصر عنتر، محمد سالم عكوش، محمد أحمد البيشي، قاسم الزومحي، سالم عبدالله عبدربه، حسين محمد قماطة، محمد ثابت السعدي، حسين محمد حسين، حسين عوض، حسين ناجي، محمد سالم بادينار، محسن علي ياسر، سعيد عسكري، وحسن ثابت، والمئات من أولئك الرجال الشجعان، شكلوا التنظيم من المهرة وحضرموت وعدن وشبوة ويافع والضالع وأبين وردفان والمناطق الوسطى، شاركوا بثورة سبتمبر وأكتوبر، وانخرطوا في تأييد المد الناصري، ولم يحلموا بتحرير قطر عربي واحد، وإنما بتوحيد أمة عظيمة، خصها الله سبحانه وتعالى بإنزال قرآنه الكريم بلغتها، واختيار آخر الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) من بين صفوفها.

كان الفتى الطامح مثنى سالم عسكر من أشجع هؤلاء الرجال والقيادات الذين تحملوا مسئولية القتال في جبهة ردفان، كان الزميل والرفيق الوفي لرمز الثورة راجح بن لبوزة، ولسعيد صالح، وقاسم الزومحي، وعبدالكريم الذيباني، وآلاف المناضلين من أبناء ردفان والمناطق المختلفة.

بعد الانتصار العظيم في 30 نوفمبر 1967 الذي كان لجيش التحرير والفدائيين الصدارة فيه، انضم إلى القوات المسلحة، وظل أحد ضباطها ورموزها الشجعان.

مثنى: (صعب على الأحرار أن يستسلموا.. قدر الكبير أن يظل كبيرا)

رحمة الله عليك! فأنت المهابة والبساطة، وأنت الثقة ورجل المهمات الصعبة، وأنت الرجولة والشهامة.

أما الوصية التي كتبتها فهي أمانة في أعناق الأبناء والمحبين، ولقد حملتك الناس بكل فئاتها وأطيافها ومناطقها.

عدت من مصر العروبة إلى عدن الباسلة التي عاهدتها على العودة حياً أو ميتاً، لتنام بسلام في ثرى ردفان الشامخة، ابناً باراً وأخاً ومناضلاً وقائداً عظيماً.. فلك ولأمثالك الميامين الصادقين الخلود والراحة الأبدية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى