أبوبكر عدس .. مبتكر تربيع الأركورديون

> «الأيام» صالح حنش:

> «التربيع» اصطلاح متفق عليه عند فقهاء علم الموسيقى والاختصاصيين في هذا المجال يقصد به تطويع الآلة الموسيقية وتأهيلها لإصدار ربع النغمة أو ثلاثة أرباع النغمة أو مايعرف بـ(الربع تون) و(ثلاثة أرباع تون) وجعلها ملائمة وموافقة للألحان وأنغام الموسيقى العربية ومنها موسيقانا اليمنية .

لقد كانت المواصفات والخصائص التقنية للعديد من الآلات الموسيقية غير العربية، تشكل عائقاً أمام الموسيقيين اليمنيين من رواد الفن الموسيقي المعاصر والحديث وفي مرحلة تكوينه الأولى التي شهدت محاولات إدخال عدد من الآلات الموسيقية الحديثة والغربية إلى فرقنا الموسيقية وتوأمتها مع الآلات العربية التراثية والتقليدية، كما هو حال آلة (الأركورديون) المعروفة التي شغلت بال أستاذنا المربي القدير والموسيقي المبدع (أبوبكر زين عدس) رحمة الله عليه وانشغل كثيراً بتربيعها مطلع ستينات القرن الماضي بعد أن ترسخت عنده الفكرة وشرع في التنفيذ وخوض التجربة... لم تثنه شحة الإمكانيات وضعف الدعم وانعدام التمويل، إذ كان إيمانه العميق بسمو الرسالة وقدسيتها الحافز والمحفز لهذه التجربة التي بدأها بآلته الموسيقية الشخصية ومملوكة له، ولم يحالفه النجاح إلا بعد تكرار التجربة - بإصرار - وعطب وإتلاف أكثر من أربع آلات (أركورديون) اقتناها من حر ماله، بحسب روايات عدد من تلاميذه ممن تعلموا وتدربوا على يديه أصول العزف وفنونه وتقنياته صغاراً في المدارس الابتدائية ومع آلة الأركورديون آنذاك أصبحوا اليوم أعلاماً في الوسط الفني الموسيقي ومنهم من يحمل المؤهلات العلمية العليا أو يحتل المواقع الأكاديمية والقيادية للفرق الموسيقية الأهلية والمحلية (في المحافظات) والوطنية (على مستوى الجمهورية) وبينهم نخبة متميزة من أمهر العازفين وأبرع الملحنين .

لقد ترتب على إثر النجاح في تربيع الأركورديون أن سعت إليه العديد من الفرق الموسيقية الأهلية في الستينات من القرن الماضي لهذا الغرض وإدخال هذه الآلة الموسيقية ضمن قوام طواقمها، وفسحت المجال واسعاً للتجديد والتطوير للألحان اليمنية والتوزيعات الموسيقية. لقد استحق الأستاذ أبوبكر زين عدس عن جدارة واستحقاق وبكل المقاييس لقب (المبتكر الأول لتربيع الأركورديون) في اليمن والجزيرة .. كما كان المؤسس والمشرف لتأسيس أول فرقة موسيقية معاصرة قوام العازفين فيها وطاقمها من الفتيات (تلميذات) بعد الاستقلال مباشرة.

أخيراً كم أتمنى من الأعماق أن نبرأ من حالة القطيعة التي نعاني منها بيننا وبين التاريخ ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى