> يختتم أعماله اليوم بمدينة المكلا محافظة حضرموت مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري بالمحافظة الذي بدأ أعماله صباح أمس بمشاركة رجال أعمال يمثلون 14 دولة.

وكانت أعمال المؤتمر قد افتتحت بكلمة ألقاها رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أشار فيها إلى أن مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري بحضرموت يشكل رافدا جديدا في جذب الاستثمارات إلى محافظات أخرى كشبوة والمهرة وحجة وإب وغيرها من محافظات اليمن، وأن الاهتمامات المحورية للحكومة تنصب حاليا نحو تحقيق تنمية متوازنة بين مختلف محافظات اليمن، وعدم التهاون مع مخالب الفساد كعدو للتنمية والتحديث. وقال رئيس مجلس الوزراء في كلمته: «إن ما تم الإعداد له وطرحه من مشروعات طموحة في هذا المؤتمر يمثل خطوة سليمة على الطريق الصحيح، من شأنها أن تساهم بشكل مؤثر في تأكيد التكامل والشراكة مع الأشقاء والأصدقاء، وفي المقدمة دول مجلس التعاون الخليجي الذين يدركون جيدا مدى التكامل الذي يمكن أن تمثله معهم اليمن في المجالات الاقتصادية الاستثمارية».

من جهته اعتبر وزير السياحة نبيل الفقيه أن الاهتمام بالقطاع السياحي في اليمن قد برز على نحو غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.

وعلق الوزير الفقيه في كلمته الكثير من الآمال على مؤتمر الاستثمار السياحي والعقاري في حضرموت الذي يركز على الفرص الاستشارية الكبيرة المتوفرة بمحافظات حضرموت والمهرة وشبوة.

وتحدث وزير شؤون المغتربين الدكتور صالح سميع، معتبرا المهاجرين اليمنيين «ثروة قومية متجددة وغير ناضبة».

وقال إن الوزارة تسعى لتفعيل قانون المغتربين النافذ فيما يخص إنشاء مجلس أعلى للمغتربين في القريب العاجل «إذ سيكون إلى جانب التمثيل الرسمي في عضويته تمثيل لفعاليات من القطاع الخاص المهاجر من بيوت تجارية مشهورة تتمتع بالكفاءة الاقتصادية والتجارية والسمعة الحسنة وبثقة المهاجرين»، وأشار إلى أن من مهام هذا المجلس إنشاء شركة قابضة عملاقة للعاملين اليمنيين في الخارج يساهم فيها المغتربون وتلك الشخصيات المشهورة والمعروفة لدى كل المهاجرين التي تتمتع باحترامهم وثقتهم وتتولي هذه الشركة العملاقة توظيف وإدارة واستثمار رؤوس أموال مساهميها في المهجر.

من جهته أوضح الأخ طه عبدالله هاجر، محافظ حضرموت أن حضرموت شهدت نقلة نوعية كبيرة في البنى التحتية هيأتها لأن تشهد نهوضا استثماريا كبيرا.

وأضاف:«إن الشواطئ الذهبية من مدينة المكلا باتجاه منطقة الريان تنتظر المشاريع السياحية والسكنية وجزيرة سقطرى وكذلك مطار المكلا وميناء الضبة الجديد الذي ينتظر روؤس الأموال الجريئة التي تحوله إلى واقع ملموس ليكون البوابة التي تربط بين المناطق الصناعية في الشحر وغيرها ودول الجوار».

وذكر رئيس الهيئة العامة للاستثمار صلاح العطار، في كلمته أن الهيئة شديدة الحرص على استقطاب الاستثمارات الخليجية «بما يسهل فرص انضمام اليمن لعضوية مجلس التعاون الخليجي باعتبارها العمق الاستراتيجي الذي يتكامل بها ومعها الشراكة في التنمية والتكامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي».

وقال:«إن الوقت قد حان قبل فوات الأوان لاستثمار النمو الملحوظ من تراكم عائدات النفط في مجال تعزيز الشراكة والتنمية واستغلال فرص الاستثمارات التي تضعها اليمن أمام أشقائها خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي بما تمثله اليمن من بيئة استثمارية واعدة ومحفزة لا سيما في قطاعي السياحة والعقار باعتبارهما ركيزتين أساسيتين من ركائز جذب الاستثمار والمستثمرين».

وفي كلمته أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة حضرموت عمر عبدالرحمن باجرش «أن السياحة تعتبر لمحافظة حضرموت مصدرا طبيعيا واقتصاديا ذا عائد متجدد إذا ما تم إدارتها بطرق حديثة وقابلة للاستدامة وتمثل فرصة اقتصادية قيمة للمجتمعات المحلية في تنمية اقتصادياتها ورفع مستوى معيشة أبنائها، وبقربها من دول الخليج بشكل خاص، يمكن لليمن استغلال مزاياها لتصبح مقصدا مهما للسياحة الخليجية في المقام الأول ومن ثم الدول العربية والأجنبية».

وقال باجرش:«إن هذا المؤتمر يهدف إلى عرض فرص مختلفة في القطاعين السياحي والعقاري والترويج لها والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال»، داعيا إلى السعي لتطوير السياحة وإدارتها بطرق سلمية والاستفادة من مخرحات المؤتمر في وضع الاستراتيجات المستقبلية للسياحة وتطوير المناطق والمواقع التي تتسم بمعالم سياحية يمنية بارزة.

وتابع باجرش:«بالإضافة إلى المجالات الكبيرة المتاحة لتطور السياحة في المحافظة والاستثمار في كافة المرافق والخدمات المطلوبة لذلك، فإن حضرموت تهدف لأن تصبح وجهة ومنطلقا مفضلا لتطوير تجارة اليمن الإقليمية والدولية ومركزا للمؤتمرات والمعارض وموقعا جاذبا للاستثمارات العربية والأجنبية في السياحة والمشاريع العقارية والخدماتية والصناعية». معتبرا أن تطوير السياحة «يتطلب استثمارات كبيرة لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية وتوفير كافة الخدمات المصاحبة لذلك وهي استثمارات تحتاج إليها اليمن وقطاعات السياحة أمس الحاجة كما أنها استثمارات مربحة لأنها ستسهم في سد فجوة كبيرة في الطلب في سوق متنامية».

وأعرب باجرش في كلمته عن أمله في أن تتقيد الحكومة وتثبت مصداقيتها وتتخلص من الروتين الطويل في معالجة قضايا الاستثمار، وأن غرفة تجارة وصناعة حضرموت عازمة على تبني متابعة طلبات الاستثمار المقدمة من رجال الأعمال للمشاريع الاستثمارية المعروضة في المؤتمر وتأسيس شركات استثمارية للمشاريع الكبيرة واستصدار قرارات البت في المشاريع الاستثمارية خلال فترة وجيزة.

من جانبه استعرض مدير عام مجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف ابوزكي في كلمته المزايا والمقومات الاستثمارية التي تزخر بها اليمن عموما وحضرموت بشكل خاص.

لافتاً إلى أن فرص الاستثمار كبيرة ومتوفرة في حضرموت وفي كل أنحاء اليمن وخاصة في العقار والسياحة «ولا شك أن هناك رساميل استثمارية وفيرة خاصة في دول الخليج وما يبقى هو المناخ الملائم الذي يطلبه المستثمر ولا أعني بذلك القوانين والحوافز والإعفاءات المقدمة فقط وإنما أيضا المناخ الاقتصادي والتنظيمي والإجرائي العام المحيط بالنشاط الاقتصادي والمشجع والذي يضمن المردود المجزي للمستثمر».

إلى ذلك افتتح الأخ رئيس الوزراء على هامش المؤتمر المعرض الترويجي لمنتجات بعض الشركات بمركز جامعة حضرموت للمعارض والمؤتمرات الدولية بالمكلا.

وعقدت أمس أربع جلسات عمل الأولى عن واقع الاستثمار السياحي والعقاري، وتناولت الجلسة الثانية اتجاهات تطوير قطاع السياحة، وتناولت الثالثة فرص الاستثمار السياحي والعقاري، والرابعة عن التمويل العقاري والملكية العقارية.

واختتمت الفعاليات بجلسة حوار مفتوحة مع رئيس الوزراء د. علي محمد مجور، ومساء أمس شهد الضيوف الاستعراض الفني التراثي الذي أقيم على شرفهم في ساحة العروض بالمكلا.

ومن المقرر أن تتضمن فعاليات المؤتمر اليوم الخميس رحلتين سياحيتين للضيوف إلى وادي حضرموت للتعرف على المكتنزات الأثرية والتاريخية لمدن وادي حضرموت وجولة في أبرز المواقع السياحية والأثرية وأخرى إلى جزيرة سقطرى للتعرف على طبيعتها الخلابة ومزاياها الفريدة.