د. نزار غانم رئيس مجلس الأمناء بالمركز الصحي الثقافي لـ«الأيام»:ما دفعني للنهوض بهذا العمل وقبول تحدياته هو الإعجاب الذي أحمله لأصحاب الإنتاج الفكري

> «الأيام» بشرى العامري:

> نشأ المركز الصحي الثقافي عام 1992م بصنعاء بادئ الأمر عيادة طبية خارجية ومتواضعة في جزء من عيادة الدكتور أبوبكر عبدالله القربي الخاصة جعلت من الرعاية الطبية للمبدعين اليمنيين في مجال الإنتاج الفكري (الأدباء والفنانين والصحافيين) هدفاً أسمى لها اعتزازاً بدور النخبة المثقفة في التغيير الاجتماعي نحو الأفضل كونهم القدوة الحسنة لباقي شرائح المجتمع، وبمبادرة من الناشط اليمني الدكتور نزار غانم الذي يعد رئيس مجلس الأمناء بالمركز الصحي الثقافي ومدرس مادة الطب المهني بقسم طب المجتمع بكلية الطب بجامعة صنعاء والذي سخر علمه وطبه وعيادته وخبرته وتطلعه للمبدعين بلامقابل وساهم في صورة مباشرة وضمنية معاً في التخفيف من آلام الناس ومشقاتهم في محاولة منه منحهم السعادة .

< بداية حدثنا عن الدوافع لإقامة هذا المركز ؟

- الدافع أو الدوافع بالنسبة لي للنهوض بهذا العمل وقبول تحدياته والذي سبقت فيه اليمن دول العالم هو الإعجاب الذي أحمله لأصحاب الإنتاج الفكري عامة وفي بلادنا خاصة، فهم وبشهادة وثائق التاريخ الحديث والمعاصر حملوا مشاعل التغيير نحو الأفضل من خلال نضالهم من أجل الثورة والتحرير والنهضة والوحدة الشماء وهم أنفسهم أول من بادر بإنشاء مؤسسات المجتمع المدني في بلادنا ومن ذلك على سبيل المثال نادي الأدب العربي بمدنية عدن على يد الشاعر الفنان أحمد فضل العبدلي الشهير بالقمندان والروائي والأديب الصحفي محمد علي لقمان وعدد آخر من رجالات الاستنارة في العشرينات من القرن المنصرم، وإنشاء آل الأكوع الذين شغفوا بتحقيق التاريخ اليمني لجمعية الحكمة في إب في الأربعينات من القرن نفسه وحتى في مهاجرهم كان اليمنيون هم السباقون إلى إقامة الجمعيات والروابط في أرض المهجر، حيث نشأ على يدهم الأدب المهجري اليمني .

< ماهي الخدمات الصحية الحالية التي يقدمها المركز ؟

- من الناحية الصحية يقدم المركز خدمات الرعاية الصحية الأولية العلاجية منها والوقائية مع التركيز على خدمة الصحة الإنجابية وبالمركز أيضاً خدمة العلاج النفسي الإكلينيكي .

وتعمل عيادة المركز أساساً بنظام التأمين الصحي الرمزي يجدد كل ستة أشهر، وذلك يمكن الطبيب من متابعة حالة مرضاه باستمرار وتحويلهم إلى طاقم طبي من الاختصاصيين متعاون مع إدارة المركز في استقبال الحالات التي تتجاوز سقف الرعاية الصحية الأولية مجاناً، وقد كانت هذه السنة من الإحالة للعام 2001م 7.5% وصيدلية العيادة تلتزم بقائمة الأدوية الأساسية التي أقرتها وزارة الصحة العامة بصنعاء .. وتقوم الوحدة باستقبال المسترشدين الذين يعانون من مشاكل تكيفية أوتوافقية وتتم المقابلة في جو من السرية التامة وتوفر الاستشارة أيضاً عن طريق التلفون بالتواصل مع المرشد النفسي سواء لتقديم الاستشارات أو متابعة الحالة .

من متحف الآلات الموسيقية اليمنية الأصلية
من متحف الآلات الموسيقية اليمنية الأصلية
كما نقوم بإصدار النشرات التي تهتم بالتوعية النفسية لإزالة الوصمة الاجتماعية القائمة عن المرض النفسي والدعوة إلى التعامل مع المرض النفسي كأي مرض آخر يتعرض له الإنسان ويستلزم وقاية ويتطلب العلاج أيضاً القيام بدورات في المجال النفسي وهناك أيضاً قسم للعلاج الطبيعي استحدث مؤخراً على يد كوادر نسائية مؤهلة يقدم خدمات المعالجة الطبيعية باستخدام أحدث الأجهزة الطبية، وأجهزة المساج والتدليك واللياقة والرشاقة وتخفيف الوزن باستخدام الرياضة والعناية بالبشرة وتجميلها باستخدام الأعشاب الطبية إضافة إلى الإسعافات الأولية وإعطاء الحقن وتضميد الجراح ويقيم المركز ندوات التثقيف الصحي في قاعة الدكتور محمد عبده غانم بالمركز من حين لآخر .

< ماذا عن الخدمات الأخرى التي يقدمها المركز؟

- هناك خدمات تعليمية، فلدينا مدرسة الفنون في المركز قامت بتدريس الفنون الجميلة (موسيقى، رسم، خط، مسرح) والكمبيوتر والسكرتارية واللغة الإنجليزية برسوم رمزية لتمويل الخدمات الصحية شبه المجانية ويمنح أفقر الفقراء والمعوقين وأبناء شريحة المهمشين مقاعد مجانية في كل دورة دراسية .

وثقافياً هناك نشاط قاعة الدكتور محمد عبده غانم الأسبوعي ويقوم باستضافة محاضرين محليين وأجانب لتقديم محاضرات ومجادلات فكرية في مختلف التشعبات الإنسانية، وفي المركز متحف متواضع لآلات المأثور الموسيقى اليمني، وهي منقرضة منها آلة القمبوس أو الطوربي وهي أقدم آلة في الجزيرة العربية، كما قال عنها الدكتور جان لامبرت وهي الوحيدة من نوعها المركبة من جزئين .

وللأسف في متاحفنا اليمنية لا يوجد عرض للآلات الموسيقية هذه ويمثل هذا المتحف الصغير عدداً من المحافظات اليمنية .

وللمركز أيضاً نشاط ثقافي داخل وخارج اليمن عبر فرقته الموسيقية المسماة (صيرة) وعبر مشاركات أعضاء مجلس الأمناء في المنتديات الإبداعية إضافة إلى صيدلية مجانية للمبدعين ونتواصل مع جميع الفنانين في جميع المحافظات .

< هل لديكم فروع أخرى ؟

- فتحنا عدة فروع، الفرع الأول في عدن سنة 93م وكان في حافون عند الأخ الدكتور حسين الكاف ثم فتحنا فرع الشحر تمثيلاً لحضرموت وليس المكلا وذلك تكريماً للفنان حسين أبوبكر المحضار وفي 94م كان هناك فرع في ذمار وآخر في إب، ولكنها لم تستمر لأسباب مادية ولم يبق إلا فرع حضرموت، وكان من قص شريط افتتاحه هو حسين أبوبكر المحضار، ولقد انضم إلينا مؤخراً شباب ضمن فريق العمل، والمركز اليوم مزدحم باستمرار بسبب كثرة الحالات وكلهم مبدعون فكراً وفقراً .

< أهم الإنجازات التي قام بها المركز ؟

يعد المركز عضواً في المنظمات العالمية وهي أكثر من ست عشرة منظمة وشارك في أكثر من 26 مهرجاناً ومؤتمراً عالمياً إلى جانب العديد من الأنشطة المحلية، ونظم أيضاً عدداً من الفعاليات المحلية وقد تلقى المركز منحاً عالمية من المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية عام 94م ومن مؤسسة لي دجلاس البريطانية 98م ومن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في الكويت عام 2001م.

وفي العام 98م قام المركز بتسجيل أول أسطوانة عالمية (سيدي) بحقوق محفوظة عن الموسيقى اليمنية وكنت منتجاً مشاركاً فيها، ومن ضمن البحوثات التي قمت بها أيضاً وجدت أسطوانة لفرقة اسكتلندية تعزف أغاني اسكتلندية واحدة منها عن عدن عام 1895م كانت بعنوان «جبال عدن الجرداء» كان يدندن بها جنود بريطانيون قبل الاستقلال وفي عزف منفرد دون كلمات.

وعلى هامش اللقاء التقينا بمدرس الموسيقى الأستاذ د. علي غازي فحدثنا عن قسم الموسيقى في المركز قائلاً :«قسم الموسيقى لدينا ينقسم إلى قسمين قسم البيانو وقسم العود .

وهناك دورات تعليمية تتم فيها دراسات فردية لمدة ساعة في خمسة أيام للأسبوع والمنهج منهج الموسيقى العالمي وهناك أربعة مستويات، ففي شهر واحد يستطيع المتعلم أن يعزف ويقرأ النوتة ويأتي إلينا الطلبة يمنيين وعرباً وأجانب ويكونون في الغالب باحثين يريدون تعلم الفن اليمني. إضافة إلى قسم البيانو ويكون أكثر الطلبة والطالبات يريدون تعلمه ليصبحوا مدرسين في المدارس لمادة التربية الموسيقية. ويكون عدد الطلاب مابين اثني عشر وعشرين طالباً وطالبة طوال العام وغالباً يأتي إلينا مواهب صوتية أوعزفية، وأغلب من تخرجوا في المركز كوّنوا اليوم فرقاً موسيقية».

أما الدكتور محمد عامر نمران وهو اختصاصي نفسي، فقد حدثنا عن الخدمات النفسية قائلاً:«يقدم المركز أربع خدمات نفسية عمر كل منها متفاوت معنا الخط الساخن وهي الأقدم منذ عامين وهو عبارة عن استشارات نفسية يتم التواصل فيها مع أصحاب المشاكل والذين لديهم ظروف تمنعهم من المجيء إلينا أو الوصول إلى المراكز والمستشفيات .

ولدينا العلاج النفسي الذي كانت تقدمه الوحدة النفسية منذ سنة تقريباً وكان حتى وقت قريب يقدم خدماته وانقطع بسبب الظروف المادية .

لدينا أيضا مجموعة من العلاجات لكل مشكلة علاج معين، فلدينا العلاج السلوكي والمعرفي والتحليلي والتدعيمي والزواجي والأسري وغيرها، ولدينا الاختبارات النفسية، وهي أدوات يمكن الرجوع إليها لتقييم مشكلة المريض وتشخصيه والعلاج، إضافة إلى الاستشارات النفسية، ولدينا علاج خاص بالوسواس القهري أيضاً».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى