اعتصام بشبوة يطالب السلطة الاعتراف بالقضية الجنوبية كمدخل حقيقي لمعالجة الأوضاع والاحتقانات

> عتق «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
احتشدت صباح أمس الأربعاء في ساحة الحرية في فرزة سيارات الأجرة بعتق حشود كبيرة في اعتصام جماهيري دعت إليه الفعاليات السياسية شاركت فيه أحزاب اللقاء المشترك وبعض الفعاليات المدنية وغاب عنه ممثلو ملتقى التصالح والتسامح وجمعية المتقاعدين وجمعية العاطلين عن العمل وملتقى أبناء شبوة، بسبب خلاف حول صيغة البيان الختامي.

ورفع في الاعتصام عدد من اللافتات تطالب السلطة بالاعتراف بالقضية ومحاسبة من تسببوا في مقتل المعتصمين في المحافظات الجنوبية.

كما نصبت لوحات تعلن التضامن مع صحف «الأيام» و«الطريق» و«الصباح».

وبدأ الاعتصام بكلمة ألقاها السياسي ناجي محسن رئيس مجلس تنسيق الفعاليات السياسية، معربا عن الشكر لأبناء شبوة المشاركين في الاعتصام.

وقال مخاطبا الحاضرين:«إن جمعكم هذا الذي نشاهده اليوم ليدل دلالة عظيمة على أن شبوة قد عزمت على استعادة حقوقها، وأن صمت شبوة السابق ليس صمت الرضا عن الأوضاع، وإنما هو صمت الحكمة حتى إذا هبت هبة شجاعة، فشبوة الكرم والجود والشجاعة، ليست كما يصورها البعض أنها قد أصبحت في الجيب».

مؤكدا «أن شبوة أكبر من أن يتسع لها جيب كائن من كان، وأن أصحاب المصالح الضيقة الذين يصورون شبوة كذلك ويرتزقون على حسابها حتى حل بها بسببهم الحرمان، قد اتضحت مواقفهم وصورهم، وكأني بهذا الجمع يقول إن شبوة قد عزمت على عدم السكوت عن حقوقها، ولن يضيع حق وراءه مطالب».

وأوضح أن الممارسات الخاطئة والإجراءات التعسفية التي تمارسها السلطة منذ حرب 94م ضد أبناء المحافظات الجنوبية قد أفرغت الوحدة من مضمونها «الوحدة التي تربينا على حبها منذ الصغر، وكان يوم إعلانها علامة فارقة مميزة في تاريخ اليمن الحديث، غير أن السلطة الحاكمة تعاملت مع الوحدة كغنيمة حرب مارست معها سياسات الإقصاء القسري من الوظيفة وعمليات السطو والنهب الواسعة للاراضي الخاصة والعامة وممتلكات النقابات والتعاونيات وغيرها من مؤسسات الدولة، إضافة إلى غياب المواطنة المتساوية وغياب فرص العمل والاستثمار بالسلطة والثروة لصالح قلة من المتنفذين والمفسدين».

وقال:«لقد أصبحت السلطة تتحمل المسئولية الكبرى بسبب تلك الممارسات التي تقود البلاد إلى هاوية المجهول، وإن إصرار السلطة على التعامل مع القضية الجنوبية بهذه العبثية، والتعامل معها من منظور أمني، أو باعتماد سياسات ارضائية وانتقائية لن يحل القضية، بل هو جزء كبير من المشكلة، وأمام هذه السياسات الخاطئة والتي أصبحت تضر بالوحدة الوطنية، وتوجد المناخ المناسب لأصحاب المشاريع الصغيرة، فأنه يتوجب علينا رفع وتيرة النضال السلمي حتى تعود الحقوق لأصحابها وفق مشروع وطني يفضي إلى شراكة حقيقية في الوطن والدولة والسلطة والثروة».

وأكد أن الوقت قد حان ليلتقي الشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية أصحاب الصفحات البيضاء حول مشروع وطني يهدف إلى إعادة الاعتبار للجنوب وأبناء الجنوب وإلى الحفاظ على الوحدة الوطنية مشروع يهدف إلى رفض الاستبداد والظلم والتهميش.

وقال:«من هذا المكان من ساحة الحرية في مدينة عتق عاصمة المحافظة نعلن استمرار وتواصل فعاليات النضال السلمي حتى يتحقق لنا العدل والمساواة والحرية والحياة الكريمة».

ثم تلا الناشط السياسي عبدالله محسن، سكرتير منظمة الحزب اللشتراكي اليمني، البيان الصادر عن الاعتصام الجماهيري، الذي جاء فيه:

«لقد تداعى أبناء المحافظة إلى الاعتصام الجماهيري الحاشد في عتق العاصمة بمختلف انتماءاتهم وتكويناتهم ومناطقهم، معبرين عن مساندتهم للحراك السلمي الذي تشهده المحافظات الجنوبية، مؤكدين رفضهم للسياسية التي يقود بها النظام الحاكم البلاد إلى حافة المجهول، وعجزه عن معالجة قضايا المجتمع وإزالة آثار حرب صيف 94، وإجراء مصالحة وطنية حقيقية، ورفضه دعوات ومبادرات القوى الوطنية والسياسية لمعالجة الأزمة السياسية التي أدخلت البلاد في نفق مظلم ومصير مجهول، وإصراره على ممارسة سياسة تدميرية للوطن.

ونتيجة لكل هذه السلوكيات المخيفة الرعناء للسلطة لابد للجماهير التواقة للحرية والديمقراطية أن تتحرك لتقوم بدورها الرافض للظلم والقهر والاستبداد والفساد المستشري وأعمال النهب والتدمير والاستحواذ على السلطة والثروة وانتهاك حقوق الإنسان والاقتصاد والتدهور وتردي الأوضاع العامة كالصحة والتربية والمياه وبيع ونهب الأراضي وطرد الموظفين المدنيين والعسكريين والتصاعد لحجم البطالة واتساع رقعة الفقر، واقفين أمام مطالب أبناء الجنوب المشروعة، ومستنكرين كل الممارسات غير المقبولة التي تمارسها السلطة تجاه الفعاليات السلمية، مترحمين على شهداء النضال السلمي الذين سقطوا في عدن والضالع وحضرموت وردفان وغيرها، معلنين أن تلك الدماء ستكون هي الوقود لمسيرة التغير بإذن الله تعالى، وقد أكد المعتصمون على مايلي:

-1 الإدانة والاستنكار لحملة نشر الرسوم المسيئة لنبي الرحمة محمد [ التي تمَّ إعادة نشرها في الدنمارك، وندعو الحكومة إلى قطع العلاقات السياسية والتجارية مع هذه الدولة.

-2 مشروعية وعدالة القضية الجنوبية ومطالبها الحقوقية والسياسية، وسنناضل مع كل القوى الوطنية من أجل تحقيق أهدافها بكل الطرق السلمية.

-3 الدعم المطلق لجميع فعاليات الحراك السلمي التي تشهدها المحافظات الجنوبية، مؤكدين على مواصلتها حتى نيل كافة الحقوق المشروعة.

-4 مطالبة السلطة بالاعتراف بالقضية الجنوبية كمدخل حقيقي لمعالجة الأوضاع والاحتقانات في الساحة اليمنية، وكذلك معالجة آثار حرب 1994، وإعادة الاعتبار للوحدة من خلال شراكة وطنية.

-5 يؤكد المعتصمون رفضهم لسياسة التهميش التي يمارسها النظام ضد أبناء المحافظات الجنوبية والمطالبة بإعادة المبعدين والمسرحين والمتقاعدين مدنيين وعسكريين.

-6 يؤكد المعتصمون أن الوحدة اليمنية كانت منذ القدم هدفا وحلما لأبناء شعبنا، ناضل من أجلها أبنائه وقدم من أجلها الشهداء، وتغنت بها أجيالنا إلى أن تحققت فكانت مفخرة اليمانيين أمام العالم، ويعرب المعتصمون عن قلقهم الشديد إزاء التشوية الممنهج لصورة الوحدة التي يمارسها النظام من خلال العبث بمقدرات البلاد وإدارة البلاد بعقلية عشائرية ضيقة واستباحة حقوق المواطنين واعتبارهم غنائم مشروعة.

-7 يؤكد المعتصمون على حق أبناء المحافظة في التوظيف في شركات النفط العاملة في مجال النفط والغاز، وأن تكون لهم الأولوية، كما يطالب الحاضرون بالوضوح والشفافية في التعاقد مع الشركات، وتحديد نسبة من عائدات النفط لتطوير المحافظة وتنميتها.

-8 يعرب المعتصمون عن القلق الشديد إزاء ما وصلت إليه الحالة الاقتصادية في البلاد من وضع مأساوي ينذر بكوارث اجتماعية لا تحمد عوقبها كما يعربون عن استيائهم لتردي الخدمات في المحافظة سواء في الصحة أو التعليم أو الكهرباء وغيرها من الخدمات.

-9 يستنكر المعتصمون الحوادث الأمنية المتصاعدة التي تستهدف أمن المواطن واستقراره، ويعربون عن إدانتهم لحوادث النهب.

-10 يؤكد المعتصمون رفضهم لمحاصرة الحريات الصحفية، ويؤكدون على تضامنهم مع الصحفيين والمؤسسات الصحفية التي تؤدي دورها الوطني في توعية الرأي العام، وفي مقدمة ذلك صحيفة «الأيام» الغراء ومايتعرض له ناشراها هشام وتمام باشراحيل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى