> صالح حسين الفردي:
رحم الله السيد الحبيب حسين بن أبي بكر المحضار، الشاعر والملحن العبقري الذي ترك لنا من إبداعاته الشعرية وكلماته العميقة الكثير والغزير، وهو بحق مجد سعاد الشحر، وحضرموت الفن والتاريخ، وعنوان حضورها وفنها وتاريخها، وصوت ضميرها, ووحي حياتها منذ أن برز على سطح الوطن بقصائده الجميلة العاطفية والموضوعية والرمزية السياسية، ومن جميل أغنياته التي أخذت شهرة واسعة سارت بها الركبان في البوادي والخلجان، أغنيته المشفرة (لحد يكلم سعد) التي قال فيها بيته الأول المشهور، وصار يضرب به المثل لكل مدعٍ فاضٍ خاوٍ من أي قيمة ومنحى سلوكي قويم، ففيه يقول:
لحد يكلم سعد خلوه يعمل
يعمل على مشتهاه
وهو بهذه الجملة الشعرية البسيطة في كلماتها المكثفة في معانيها، يضع حكمته التي أثبتتها حقائق الأيام ومسارات التاريخ بين وقت وآخر، خاصة في زمننا الحاضر الذي ابتليت فيه البلاد وغمت على صدور العباد مجموعة من (السعادين) التي ليس لها من هم إلا فعل ما تشتهيه دون تفكير أو تمحيص أو تدقيق، وكل واحد (يلقي لي بغاه، وماحد يحاسب سعد) والناس لاهية بقوت يومها.
والمرجعيات المجتمعية والرواد يتوارون خجلا من تبني- سعادين العصر- الذين ليس لهم آباء يردونهم عن غيهم، ويسلكونهم طريق الصواب، والغريب كل الغريب أن (السعدنة) اليوم انتشرت وتعددت طرقها وأساليبها، فمن سعد الصحافة، إلى سعد الإذاعة، ومن سعد التاريخ، إلى سعد الجامعة، ومن سعد الفن، إلى سعد الثقافة، ومن سعد الرياضة، إلى سعد التراث، ومن سعد السياسة، إلى سعد الانفتاح، وهلم جرا، ونظل نحن بسطاء الناس نضحك بملء صدورنا على هذه التشكيلة (السعادينية) وهي تقترف وتمارس الحركات البهلوانية المفضوحة، ونهمس في ضمائرنا (لك الحمد يارب، ينطط ومصدق نفسه)، فنتابع هذه الحركات التي تفلفل جلسات بعد العصر والمغرب في المقاهي وتعطي (إخوتك) في الله مواضيع لفك الارتباط عن حجم (الروتي) ووزن (المفرود) اليوم، والإصرار على مقاطعة ألبان (الدنمارك) بالأمس وغدا، وتنسينا حفريات (المياه) وضجيج باعة (القات)، وتصبرنا على (بلاوي) فواتير الماء والكهرباء، والتغني بمجد تجار الأرض، وفتوحات أعضاء المجالس المحلية في توظيف أبنائنا في شركات النفط والقضاء على البطالة، وكل هذه الألوان من الترف والدعابات التي نقضي جلساتنا عليها مع شرب كوب (شاهي لبن نص) يزيح عنك ما علق من غبار وريحة الفساد والمفسدين الصغار والمتنفذين الكبار الذي يصم الأجواء بروائحه النتنة، فشكرا لكل (سعدان) صغر أم كبر، ونرجو منهم أن يتحفونا بالمواضيع (المسعدنة) لحياتنا، ورحم الله السيد المحضار الذي قال في يوم من الأيام (لحّد يكلّم سعد) ونضيف (ولا يقترب منه).
لحد يكلم سعد خلوه يعمل
يعمل على مشتهاه
وهو بهذه الجملة الشعرية البسيطة في كلماتها المكثفة في معانيها، يضع حكمته التي أثبتتها حقائق الأيام ومسارات التاريخ بين وقت وآخر، خاصة في زمننا الحاضر الذي ابتليت فيه البلاد وغمت على صدور العباد مجموعة من (السعادين) التي ليس لها من هم إلا فعل ما تشتهيه دون تفكير أو تمحيص أو تدقيق، وكل واحد (يلقي لي بغاه، وماحد يحاسب سعد) والناس لاهية بقوت يومها.
والمرجعيات المجتمعية والرواد يتوارون خجلا من تبني- سعادين العصر- الذين ليس لهم آباء يردونهم عن غيهم، ويسلكونهم طريق الصواب، والغريب كل الغريب أن (السعدنة) اليوم انتشرت وتعددت طرقها وأساليبها، فمن سعد الصحافة، إلى سعد الإذاعة، ومن سعد التاريخ، إلى سعد الجامعة، ومن سعد الفن، إلى سعد الثقافة، ومن سعد الرياضة، إلى سعد التراث، ومن سعد السياسة، إلى سعد الانفتاح، وهلم جرا، ونظل نحن بسطاء الناس نضحك بملء صدورنا على هذه التشكيلة (السعادينية) وهي تقترف وتمارس الحركات البهلوانية المفضوحة، ونهمس في ضمائرنا (لك الحمد يارب، ينطط ومصدق نفسه)، فنتابع هذه الحركات التي تفلفل جلسات بعد العصر والمغرب في المقاهي وتعطي (إخوتك) في الله مواضيع لفك الارتباط عن حجم (الروتي) ووزن (المفرود) اليوم، والإصرار على مقاطعة ألبان (الدنمارك) بالأمس وغدا، وتنسينا حفريات (المياه) وضجيج باعة (القات)، وتصبرنا على (بلاوي) فواتير الماء والكهرباء، والتغني بمجد تجار الأرض، وفتوحات أعضاء المجالس المحلية في توظيف أبنائنا في شركات النفط والقضاء على البطالة، وكل هذه الألوان من الترف والدعابات التي نقضي جلساتنا عليها مع شرب كوب (شاهي لبن نص) يزيح عنك ما علق من غبار وريحة الفساد والمفسدين الصغار والمتنفذين الكبار الذي يصم الأجواء بروائحه النتنة، فشكرا لكل (سعدان) صغر أم كبر، ونرجو منهم أن يتحفونا بالمواضيع (المسعدنة) لحياتنا، ورحم الله السيد المحضار الذي قال في يوم من الأيام (لحّد يكلّم سعد) ونضيف (ولا يقترب منه).